د. قاسم بلشان التميمي
لو نظرنا بالعقل لا العين لماحدث ويحدث في أمة العرب بشكل عام ، وفي العراق على وجه التخصيص ،لوجدنا واكتشفنا ،ان الذي حصل ويحصل يشبه (تماما )، ما يحدث لامرأة واحدة ترتدي عدة فساتين مختلفة في فصالها والوانها ، وجميع هذه الفساتين(أحتوت) جسم هذه المرأة ، بمعنى ان الجسد (الجسم) واحد مع اختلاف (الفساتين) أو على الأصح الدعوات والمسميات التي تدعو الى التغيير والى الحداثة والى الديمقراطية ، وما شابه ذلك ، وكل هذه الامور هدفها هو جسد (المرأة) ، هذا الجسد الذي اصبح عاريا مباحا لكل من هب ودب ، رغم ارتدائه عدة فساتين ، هذه الفساتين التي تم فصالها وخياطتها من قبل (مصمم وخياط محترف)،وهو الذي يفصل ويخيط بجسد ( المرأة) بالصيغة التي تحلو له ، اما الذين ينادون بقدسية وحرمة هذا الجسد فكل ما قاموا به من عمل هو ( اطالة اللحى) والكشف عن سيقان (مقززة) ، والفتوى لقتل الاطفال والشيوخ والعجائز والرجال ، وقبل هذا العبث بجسد(م) المرأة وتمزيقه وتلويثه ومن ثم تقطيعه الى اوصال ، ليتفرق هذا الجسد في شتى أرجاء المعمورة بمباركة (خوجات وبشوات) وشيوخ وامراء رعاع.
المحلل السياسي البريطاني جيم براون يقول ( هناك عوامل خارجية تغذي الفتنة الطائفية في العراق سعيا لتقسيمه ، مرجحا ان يكون عراق ضعيف ومقسم هو ما كان يراد من احتلال العراق) ، هذا هو قول المحلل السياسي البريطاني بالحرف الواحد ، ومن هذا المنطلق يجب على ابناء العراق ان يصحوا وان يفقهوا قول السيد براون وان يدرك اهل العراق ان الموضوع هو ليس ( سني وشيعي) ، لا ورب الكعبة ليس هذا هو الموضوع ان الموضوع سادتي هو ( جسد(م) امرأة) يراد له ان يتعرى ، من خلال عدة فساتين ليكون هذا الجسد(م) مباحا (لأقذر) خلق الله ، وبعد ذلك يتم تقسيم هذا الجسد(م) حسب الطلب ، وحسب المذاق والمشتهى ، ان الامر لا يتعلق بجسد(م )أمراة عندنا بل يتعدى الى جسد(م) امرأة العرب جميعا دون استثناء .
ويتابع السيد جيم براون قوله (ان الحل في العراق يكمن الان في التمسك بالوحدة العراقية ارضا وشعبا من اجل مستقبل الشعب العراقي ولكن ليس للعراق فقط بل للمنطقة برمتها ،يجب التمسك بالوحدة، خاصة واصبح واضحا للجميع ان هناك عوامل خارجية تتدخل في العراق) ، انه يشير الى العوامل الخارجية ولم يشر الى العوامل الداخلية لأنه يعرف ان داخل العراق وجوهره نظيف رغم وجود بعض الاستثناءات هنا وهناك .
الكل مطالب ان ينتبه الى (جسد المرأة ) لانه اذا مااخذت الامور منحى اخر، فأن هذا الامر سوف يساعد بما لايقبل الشك على تدخل مباشر من قبل خياط ومصمم فساتين جسد(م) المراة ، ليعود مرة ثانية و بشكل مباشر لرسم الجسد(م) وتقطيعه حسب مايريد ،خصوصا اذا فشلنا في المحافظة على (جسم امرأتنا) ،والسؤال الكبير هو هل نحن نستطيع المحافظة على هذا الجسم ام نسمح بغبائتا للغريب التدخل وتقطيع الجسد(م)؟!! .