عمار جبار الكعبي
لم تكن الحقوق والحريات التي قاتلت من اجلها الشعوب ، وازهقت من اجلها الأرواح ، وسالت في سبيلها الدماء ، ترفاً فكرياً او اجتماعياً لفئة ليس لها عمل سوى الاعتراض ، الانسان لو جرد من حقوقه وحريته خسر انسانيته ، اذ ما تقدم هو ما يميز الانسان عن غيره من الكائنات، فلا انسانية من دون حقوق وحريات تشعره بمكانته وإنسانيته
بالمقابل تجدر الإشارة الى ان المطالبة بالتغيير من اجل التغيير هو الترف بحد ذاته ، او الانحراف بسبب الفراغ الفكري ، التغيير هو وسيلة وليس غاية بحد ذاته ، لان ما يترتب عليه من نتائج تكون غائبة عن عقول البسطاء ، تحدد مستقبل الوطن ومصير شعبه ، فلا ينفع في مثل ظروفنا الأسلوب الانفعالي المتشدد ، الذي يظهر عليه التطرف اكثر من الاصلاح ، اضافة الى القفز على المراحل ، ومحاولة اختصار الوقت يسبب تشوه المطالَب بحد ذاتها لانها تكون غير منسجمة مع زمكانية تواجدها ، لينعكس ذلك سلباً على الجماهير ومطالبها لاحقاً ، بشكل يفقدهم الايمان والثقة بالقدرة على التأثير فضلاً عن التغيير
تغيير المفوضية امر مفروغ منه ، ويمكن ان يصنف بانه مطلب الجميع بأستثناء طرف واحد او اثنين المستفيدين منه ، لذا ليس هنالك من داعٍ لكل ما حصل في ساحة التحرير يوم السبت ، دماء أبناءنا من المواطنين والمنتسبين يجب ان تحقن ، محاولة جر النزاع السياسي بين أطرافه السياسية ، الى ساحة الجماهير ليكون نزاعاً بين جمهور ( س ) وجمهور ( ص ) من اخطر التحديات التي نواجهها ، لأننا امام جهل جماهيري بهذه المشكلة من طرف ، واستغلال سياسي واعلامي غايته إيقاع العداوة والبغضاء لينصبوا انفسهم رموز لهذا الطرف او ذاك من جهة اخرى ، لتأتي الانتخابات ويسيطر علينا تعصبا الأعمى الذي ينسينا المصلحة العليا لوطن ، ونفسر الاصلح كبرياءاً لبغض الاخر وتحديه فنفقد البوصلة الموصلة الى بر الأمان ، كما حصل في الانتخابات السابقة حيث حصل المرشح الاول في العراق على السواد الأعظم من الاصوات ، ليس لقدرته او إنجازاته او تاريخه ، وانما لبغض المعمم الفلاني او المرشح الفلاني من الطائفة الاخرى ، متناسين ما تفرضه الاستحقاقات التي تواجه البلد مما يتطلب عقل تحليلي وطرح هادئ لفهم الأمور من جهة ، والتحرك بفاعلية لوضع المعرفة المتحققة سابقاً موضع التنفيذ
https://telegram.me/buratha