قيس المهندس
لم يدع الخالق سبحانه وتعالى الأمة الإسلامية بلا قيادة، وإنما هيأ لها قادة مصلحين يذودون عنها ويوجهون دفتها نحو شاطئ الأمان.
شهدت الأمة الإسلامية في عصرنا الحاضر، بروز قيادة فذة، تمثلت بسماحة الإمام الخميني قدس سره الشريف.
قام ذلك الرجل المجاهد بثورة نشأت على إثرها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، دولة تستمد وجودها من دولة الإسلام الأولى، لتطالب بإقامة الحق والعدل والمساواة، ورفض الظلم والجور والطغيان، لتقف بوجه أعتى لجج الظلام المتمثلة بقوى الإستكبار العالمي، وتحقق الإنتصارات المقرونة بنصر الرب تعالى عز وجل، فمهما تعددت وتشعبت سبل الجهاد، فأينما تجد المجاهدين المرتبطين بالجمهورية الإسلامية؛ تجد النصر والفخر والإباء، وتجد الوعد الصادق، ولا غرابة في ذلك، فإنها السلسلة الموصولة بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها.
الجمهورية الإسلامية، لا تمثل أمل الأمة الإسلامية فحسب، وإنما تمثل تطلعات الإنسانية، في تحقيق العدالة الإلهية، وتطبيق شريعته تعالى في الأرض. فتلك الثورة المباركة، جسدت صورة من صور صولة الحق على الباطل، أعادت الى أذهاننا أمجاد الأنبياء عليهم السلام وتضحياتهم.
تميزت الثورة الإسلامية المباركة، باستيفائها لجميع خصائص الثورة، فقد حازت على شعبية في الشارع الإيراني منقطعة النظير، أنتفض فيها الشعب لإسقاط النظام الديكتاتوري العميل لقوى الإستكبار العالمي، من أجل تحكيم القيم الإسلامية السامية، والتشريعات الإلهية التي تتناغم مع الفطرة الإنسانية. وترافقت الثورة مع موجات من العنف، قام بها أزلام الشاه لقمع الثوار البواسل، فقدم فيها الشعب الإيراني الآلاف من الشهداء على مذبح الحرية. وقد أدت الثورة الى التغيير في القيم الحاكمة، وقلب النظام السياسي والإجتماعي، فقد كانت ثورة شاملة، بقيادة حكيمة مقتدرة.
ما يميزها عن غيرها أنها اتخذت من المنهج الإلهي سبيلاً، ومن المجتمع المؤمن رحماً، فسار قادتها على خطى نبي الإسلام وأوصيائه عليهم الصلاة والسلام، فكانت الثورة تستمد نجاحها من جانبين: جانب التوفيق الإلهي، وجانب إتباع المنهج الذي رسمه أئمة العصمة عليهم السلام في قيادة الأمة. لذا تم إنشاء النظام السياسي والإجتماعي الجديد، وفق الأطر الإسلامية الرصينة.
الثورة الإسلامية بمحصلتها؛ مشابهة لثورة الإسلام المحمدي بشموليتها، وابتدائها بالإصلاح ثم الشروع بالثورة.
تقول الكاتبة الفرنسية هانا آرت: أن الثورة لا تكون ثورة، إذا لم تتمكن من اجتياز مرحلتيها بنجاح: مرحلة التحرر ومرحلة الحرية.
أما عالم الاجتماع الألماني ماكس فيبر، فيعتقد أن الثورة ينبغي أن تكون مسبوقة بحركة إصلاحية، وتغيير جذري في طريقة التفكير السائدة، فلابد وجود من خزين معرفي تستمد منه الثورة إستمراريتها.
https://telegram.me/buratha