المقالات

أول الغيث جُبير

1761 2017-02-28

واثق الجابري   زيارة مفاجئة لوزير  الخارجية السعودي الى العراق، ولأول مرة لمسؤول رفيع المستوى بعد 2003م وقطيعة تقارب 26 عام منذ إجتياح الكويت عام 1990م، ومن يقرأ الواقع العراقي يقولها أنها حتمية متوقعة، وتأخرت لأسباب ولو أنها سبقت هذا الوقت لكانت أكثر إيجابية للبلدين.  العراق بلد مهم، ولن يقتصر حديث الزيارة عن السياسة، وبين البلدين ملفات شائكة ومشتركة أمنية، إقتصادية، إجتماعية ودينية. السعودية واحدة من الدول العربية؛ التي كانت تروج بأن العراق حامي بوابة العرب الشرقية؛ أبان الحرب العراقية الإيرانية ونفس ذلك المقاتل صار العرب ينظروه بطائفية، وتباينت المواقف من تغيير أنظمة المنطقة والربيع العربي بين رافضة وداعمة،  وفي العراق رفض النظام الجديد من محيط عربي؛ حتى توقعوا أن القاعدة وداعش قادرة على لَيْ إرادة الشعب العراقي وإخضاعه لمنظومة إستعباد الشعوب بالقوة. ذرائع عدة أعطاها العرب لأنفسهم للتدخل في العراق، ولكنهم لو يتوقعوا عودة الإرهاب الى بلدانهم، ولم يأخذوا بنصائح وقناعة العراق، التي تشير بأنه ليس من المصلحة أن يدخل الإرهاب الى أي دولة في العالم سيما العربية منها والمجاورة والسعودية تحديداً؛ لطبيعة تركيبتها الإجتماعية وأرضيتها المناسبة لتنامي الإرهاب؛ من تغذية ودعم مدارس وعلماء وأئمة مساجد، ولم يك في حساب السعودية إنتصار العراق في معركة مع إرهاب عجزت عنه جيوش عالمية.  في زيارة وزير خارجية السعودية  عادل الجبير لبغداد؛ أمل كبير لدى بغداد والرياض من عودة العلاقات، وأن كانت بمستوى ضمان الحيادية، وخطوة إستشعرتها الرياض متأخرة؛ ولكن هذا لا يمنع من وجود معرقلات تسعى لإفشال التقارب بين البلدين؛ إذا كانت هناك  رجل دين متطرف يعتاش على الطائفية في السعودية، وهنا سياسي تجارته الأزمات وتفسيره لكل القضايا بنظرية المؤامرة والتخوين، وكثير من أولئك المشاكسين ربما لا يفقهون السياسة ومصالح الدول المشتركة، وما يزال لا يُجيد الحساب وجدول الضرب؛ حينما لا يٌقدر ضرر المشكلات  عند القطيعة؛ بين بلدين حدودهما تصل الى 800 كمأ وإستقرار أي من البلدين سينعكس بالإيجاب على الآخر.  لا حرب ليس بعدها سلام، وكل الحروب تنتهي بطاولات مفاوضات، ولولا تضحيات العراقيين ونصرهم لما جاء وزير خارجية السعودية. الزيارة ليست مفاجئة للمتابع بعين العقل، وسبقتها تكهنات وحلقات وصل وقناعات وصل لها العالم، وحتما ستكسب الإنسانية مكسبها حينما  تتوقف شلالات الدماء، والعراق أثبت للعالم قدرته على دحر أي خطر يواجهه، وله أبطال إستطاعوا صد 600 سيارة مفخخة في جانب الموصل الأيسر، وفي أيمنه ما يقارب 16 مفخخة، وفي الساحلين آلاف المتفجرات والعبوات، وفي نفس الوقت خسر الجيش العراق في حربه على الإرهاب 28 مليار دولار ومن خيرة شبابه، وتنتظره مدن مدمرة بحاجة لإعمار وإعادة ملايين النازحين، وهذا يحتاج سياسة ناضجة مبنية على علاقات متوازنة تحفظ  سيادة البلد، وكل الرؤوساء والوزراء والسفراء ستجمعهم بغداد بعد نصرها وعند وحدة ساستها، سيأتي العالم صاغراً أمام كبرياء شعبه وحبه لوطنه وصلابة مرجعيته الينية، وأول الغيث "جبير" وقوادم الأيام حبلى بالزيارات،والأهم أن تكون السعودية مؤمنة بما قالها وزير خارجيتها في بغداد.      
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك