وكثيرة هي الشواهد, التي شهدتها الساحة العراقية, على تلك الصراعات السياسية, التي تحولت الى صراعات مجتمعية, راح ضحيتها الكثير من الأبرياء, الذين جندتهم تلك الجهات السياسية, من اجل الفوز بذلك الصراع, الذي انتهى بتوزيع المغانم, والحقائب الوزارية والمناصب السيادية, ولكن بقيت الخلافات المجتمعية, نار تحت الرماد, كلما احتاجها احدهم أوقدها .
وأخذت هذه الصراعات, عد عناوين, فمنها ما كان طائفيا, يحشد أبناء مذهبه وجلدته, وينصب المنصات ويقرع الطبول, ويهدد بالويل والثبور, ويجر البلاد الى أتون حرب طائفية ارتدت عليه, ولكنها مزقت وطن, وأهلكت الحرث والنسل, ومنها ما هو قومي, جر البلاد الى تبديد ثروتها الوطنية, واشغل قواها الأمنية, عن عدوها الأهم, مهددا بالانفصال تارة, ومطالبا بغير استحقاقه تارة أخرى, وكل ذلك من اجل الحصول على مغانم البلد, التي حرم منها شعبه, وصارت تقسم بين المتصارعين, في الغرف المظلمة .
وآخرون اخذوا يجيشون الشوارع, ويجعلونها تلتهب نارا, تحرق الأملاك العامة والخاصة, وتذهب ضحيتها دماء بريئة, لا لشيء إلا من اجل لي ذراع, طرف سياسي منافس على الساحة, أو فرض قرار, عجز عن تمريره بالطرق الدستورية والقانونية, وفي النهاية يجلس المتصارعان قبالة بعضهما, يتبادلان الابتسامات, بعد أن تقاسموا محصول السلطة, وجماهيرهم لا تدري ما حدا مما بدا, وأين ذهبت المشاريع الإصلاحية, والشعارات الرنانة ! .
لابد للجماهير, أن تميز الساعين, الى بناء بلد, ينعم فيه أبناءه بالعدل والمساواة, تتساوى فيه الحقوق والواجبات, همهم مصلحة بلدهم وبناءه, وان ينعم الجميع بخيراته, تربطهم أواصر الإخوة والمحبة والمواطنة الصالحة, وان يسود مجتمعنا الرفاهية والأمان, بعيدا عن اللغط السياسي, والمصالح الحزبية الضيقة, التي لم يجني احد منها, إلا تبديد ثرواته ونهب خيراته, وتفتيت وحدة شعبه .
آن لأبناء شعبنا, أن يطردوا أصحاب المصالح الضيقة والشعارات الكاذبة, الذين افسدوا محصوله, طوال السنيين الماضية بخلافاتهم ونعراتهم المقصودة, ويرموهم في مواقع الطمر الصحي, فقد بان فساد بضاعتهم, التي سممت جسد الوطن, وجعلت من شعبه عليلا, يعاني الأزمات التي فرقته, وجعلت قردة السياسة يتنعمون بثروته .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha