المقالات

كيف انتجوا داعش؛ وما الذي سينتجوه بعد هزيمتها؟!

2017 2017-03-03

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

    ينبوع الدم العراقي؛ الذي تفجر سخيا طيلة االأعوام الماضية، كانت ترفقه لغة التصعيد من أفواه الساسة، بمصاحبة ولوج المتطرفين الى ساحات العمل السياسي، وبغية حرفها عن مساراتها الأساسية، وتجييرها لخدمة أجندات خارجية.

    خيط الدم الطويل الذي أمتد على طول العراق وعرضه، لم يكن مفاجئا لأحد، وهو ليس نبعا ذاتيا، لكنه تفجر نتيجة لعوامل عدة.

    أولها؛ أننا كنا نغمض عيوننا عن سلبية تأصير إختلافاتنا، وهو تأصير تحول الى تأصيل، ثم ما لبث أن تعمق، ليتحول الى خلافات من الصعب تجاوزها، إلا بحل واحد؛ هو أن يذهب كل منا الى طريق، متجنبا شرور الآخرين، و مجنبا إياهم شره!

   الثاني؛ يتمثل بإستهتار الساسة العراقيين الجدد، بالدم العراقي ماداموا هم بمنأى عن رذاذه، بل تراهم وبكل خسة ودناءة، قد أوغلوا بالدم العراق، فأستخدموه أداة في لعبتهم السياسية، القائمة على عقلية التغالب، وخدمة المصالح الطائفية والفئوية، المعززة بالمناطقية والعشائرية والذاتية بشكل أخص.

    الثالث هو تآمر أنظمة العهر العربي، ومعها الأردوغانية الحالمة بعودة السلطنة مجددا، التي لم تتحمل حرية وأنعتاق الشعب العراقي من نير الشمولية، وخافت من هزات إرتدادية لهذه الحرية في بلادها ، فقاومتها بكل ما أوتيت من وسائل..

    لكن مهلا؛ فقد كانت الوسائل مع الأسف (عراقية)، والأيادي الآثمة (عراقية)، والجهة المحرضة (عراقية)، وإن كان بدعم سعوقطري تركي، والذي حصل كان رفضا للعملية السياسية، ومقاتلة لعشاق التداول السلمي الديمقراطي للسلطة، علما أن عشاقها كل الشرفاء والوطنيين، وهم السواد الأعظم من العراقيين..

   لذا؛ فإنه ليس لأحد أن يتنصل من المسؤولية؛ فقد صار دمنا جزءا من لعبة المصالح الأقليمية والدولية، أمننا هو دمنا، ودمنا هو أمننا؛ الذي يفترض أنه كل رأسمال هذه الحكومة، والحكومات التي سبقتها كان هشاً بشكل مخز، بل لم يتم بناؤه كما تبنى العمائر السليمة.

   لقد  بني أمننا؛ ليس بقوة فرضت وجودها على أرض الواقع، وليس بقانون تم بسطه وفرض هيبته، وليس بتثقيف على المواطنة الصحيحة، ولكنه بني على تفاهمات سياسية، بين الحكومة  وبين الذين حملوا السلاح ضد العملية السياسية، وقتما كانت  قوات الأحتلال تعتلي ظهورنا، في عملية خائبة، اسموها جزافا بالمصالحة الوطنية، تلك التفاهمات إنتهى مفعولها ؛ لأنها لم تكن إستراتيجية طويلة الأمد.

   أضرت الخلافات ببلدنا، وأحدثت شروخا عميقة؛ في وجدان الوطن والمواطن، وبتنا ذاهلين؛ لا نعرف ما الذي سيحدث بعد ساعة..!

   كلام قبل السلام: لما تيقن المضادون للعملية السياسية، أن في الأفق ترسيخاً للديمقراطية، وأن لا أمل لهم في أستعباد العراقيين مرة أخرى، أعادوا ماكنة التدمير والقتل والتخريب، التي أمضوا سنينا طويلة؛  في تزييت تروسها الى العمل، سيما وأن الجهات العراقية، الداعمة والحاضنة والممولة والموجهة، تريد نتائجا على الأرض، بما يوجه بوصلة العملية السياسية بأتجاهها، فكان أن أنتجوا تنظيم القاعدة، ثم صنوه داعش، وسينتجون بعد داعش مسخا آخر..!

 

   سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك