المقالات

كيف تكون مرجعا شيعيا؟!‎

3236 2017-03-04

محمد الشذر
الشيعة الامامية الاثني عشرية، وهم مذهب يتبع جعفر بن محمد الصادق "عليه السلام"، واطلقت عليهم هذه التسمية، لانهم يعتقدون بإمامة اثنى عشر اماما، من بعد الرسول محمد" صلى الل.. عليه واله"، يبدأون بعلي بن ابي طالب وينتهون بمحمد بن الحسن العسكري"عليهم السلام".
مذهب التشيع وحسب المعتقد السائد لديه، بأن اولو العلم، والدالين على الدين، واصحاب العلوم الدينية في مختلف جوانب الاسلام، هم اؤلائك الذين تخصصوا بالعلوم الدينية؛ منذ نعومة اضافرهم، وتدرجوا في طلب العلم، حتى وصلوا الى استحصال الملكة الشرعية، الا وهي الاجتهاد؛
والاجتهاد هنا هو الاجتهاد في استنباط الحكم الشرعي، من القرآن والسنة النبوية، واحاديث وروايات اهل البيت عليهم السلام.
طالب العلوم الدينية كغيره من طلبة العلم الاخرين، بعضهم ينجح ويصبح طبيبا، واخر مهندسا، واخر ربما يتعثر في دراسته، ولكنه يصل لمرحلة ويقف، وبعضهم يترك ذلك من البدايات، ولكن تبقى المسميات، تحددها تلك الشهادة الاكاديمية التي يستحصلها ذلك الطالب.
التدرج في النبوغ العلمي، ووصول الطالب الى درجة الاجتهاد، يحددها اساتذته او من هم على مستوى عالي من المكانة العلمية، او الوسط العلمائي في الشارع الحوزوي، فيشهدوا لذلك الشخص، بعد ان يستحصل الملكة العلمية والتي تمكنه من استنباط الحكم الشرعي؛ وفق العرف الديني، والقواعد المنطقية في الاصول والفقه وغيرها، وربما يتعدى ذلك حتى يشهد له المجتهدين-وهم من لديهم رسائل عملية، يتبعها مقلديهم- بأن هذا الشخص هو الاجدر لكي يتصدى لادارة شؤون الطائفة في العالم والواجهة الدينية للتشيع.
السائد والمعروف هذا؛ لكن انقلاب الاحداث، بعد سقوط النظام البائد، ادى الى انقلاب المحددات الشرعية، في اختيار شخص المجتهد، والعالم وحتى في اختيار المرجع الاعلى-وهو المتصدي لادارة شؤون الطائفة كما ذكرنا!
فالاكثار من المؤلفات، حتى لو كانت تزكم الانوف تفاهة، وخسة، وتدس السم لهذا المذهب! او تكون من تلك التي تمتلك الضحالة الفكرية والعلمية والتي تدل على سذاجة مؤلفها، والاكثار من الظهور التلفزيوني او على شبكات الانترنت، او امتلاك القنوات الاذاعية، والترويج للعلمية عن طريق الاموال وكسب المؤيدين بشتى الطرق، حتى لو كان المؤيد لا يعرف ماذا يفعل، او الولوج الى الوسط السياسي وتصدير تلك الجهة، الى الاخرين، فهذه هي محددات المرجع الجديد!!!
اللطيف في الامر ان يصل الامر الى ان بعضهم، يذهب ليمتدح جهة معينة، وما ان يجد معارضة تلك الجهة له، حتى تجده يعارضها ويسقطها بشدة! حتى اصبح بعضهم مجرد طالبي اهواء يلهفون خلف اهوائهم، حتى لو اضطر الامر بهم ان يقبلون احذية البعض اليوم، ويذمونهم غدا!
رسالة اخيرة، ان مذهب التشيع هو مذهب سامي، ينتمي لانسانية علي وعلومه، عليه السلام، وسيبقى راية خفاقة تنأى بنفسها عن تلك الخزعبلات والتفاهات، و ومذهبه مذهب الدليل العلمي والعقلي، ولو كره المغرضون.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك