المقالات

أما آن أن تهتز شوارب الدولة؟!

1998 2017-03-06

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

   قرأت قبل يومين منشورا لزميل عزيز، حاول فيه تقديم إستعراض لمنجزات عهدنا الجديد، الذ ي شرعنا به منذ 2003 وما نزال فيه، وأنا أقرأ هذا الأستعراض، الذي أجهد فيه نفسه في تعداد الأبنية والمنشآت الجديدة، والجسور والطرقات، وتطور إنتاج الكهرباء والماء الصافي، وقارب دخل الفرد العراقي، راودني شعور بأننا شعب ظالم لحكومته، وأنه كان من الأجدر بنا، التسبيح لدولتنا العتيدة في تعقيبات صلواتنا!

   لكن زميلنا لم يقارب الفساد في منشوره، الذي كتبه وهو محمل بالنوايا الطيبة، بغية تخفيف الإحتقان بين الدولة والشعب، الذي يعد فساد الدولة سبب الإحتقان الرئيس؛ إن لم يكن السبب الوحيد.

   لكي نسحب فتيل الأزمة بين الدولة والشعب، ولكي تثبت الدولة أنها ليست مؤسسة فاسدة، أتسائل؛ ويتسائل معي جمهرة واسعة من المواطنين، ونقول: ما الذي يمنع مسؤولا في الدولة، حينما يخفق في مجال عمله، أن يقدم الإعتذار مرة واحدة على الأقل؟!

   ها.. ما الذي يمنعه؛ ولو بصورة إيضاح يقول فيه: أن ما يجري فوق طاقتنا، ونرجوكم أيها الشعب؛ أن تساعدوني في الملف الذي أديره..ها؛  ما الذي يمنع؟

   نعيد نفس السؤال على الدولة المؤسسة، وليس على الدولة الأشخاص، ولكن بصيغة أخرى: ما المانع أن تسمي ألأشياء بأسمائها؟ على الأقل كي ترفع الحرج عن نفسها، بل ولو من باب تحديد المسؤولية، كأن تقول أن الإخفاق في الملف الفلاني؛ يتحمله المسؤول العلاني، أو أن توسع دائرة الإتهام فتقول؛ أن الإخفاق يتحمله هو ومجموعة مساعديه.

    في هذا الصدد؛ فإن لدى الدولة وسائلها التي تعمي الأبصار، فلمَ لا تفعل ذلك؛ على الأقل من باب رفع العتب؟ وبعبارة أدق وأكثر صراحة، ما الذي يمنعها أن تقول للأعور؛ أنك أعور ولست ذا عين كريمة؟!

   نعرف ونعترف؛ أن بعض المشكلات ليست وليدة اليوم، وأنها إمتداد للنظام السابق، وأن مشكلات أخرى ولدت من رحم نظامنا الحالي، وأن تلك المشكلات؛ ترتبط بالبنية المؤسسية لهذا النظام، تلك البنية التي تحمي المسؤول من المسائلة، وتجعل من العسير جدا تطبيق مبدأ العقاب لمن أخطأ.

   نعرف أيضا؛ أن مقدار العسر في التطبيق، يرتبط بحجم المسؤول وموقعه، ومقدار الأموال والصلاحيات التي تحت يده، ويرتبط أيضا بالجهة السياسية التي يرتبط بها، وحجمها ومقدار نفوذها، وما تمتلكه من سلاح وأعتدة..!

   يرتبط ايضا؛ بالجهة الأجنبية التي تدعمه وتدعم جهته السياسية، ونعرف أن هذا الإرتباط طردي، أي كلما كبر حجم المسؤول، والإرتباطات التي أشرنا إليها، يزداد عسر أن تقول الدولة للأعور؛ أنك أعور ولست ذا عين كريمة؟!

   كلام قبل السلام: أما يعز على الكبار أن يوصفوا بأنهم عاجزين؟ أما آن أن يهتزالضمير المؤسسي في الدولة؛ كما تهتز شوار الرجال حينما تُستفز؟أما يخشون أن ينطق الظيم؟أما يعلمون أن الظيم إذا نطق، يعني أنه يفور بالعروق كالتنور؟ فويل لهم إذا فار التنور..ويل..!

   سلام...                                           

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك