المقالات

الزواحف البشرية

2497 2017-03-09

أسعد كمال الشبلي لعل البعض يتفاجأ من استخدامي لهذا العنوان الجريء، ولكنني مجبر على استخدامه لأنه أصبح ظاهرة منتشرة ومعروفة لدى الجميع فلا ضير من تناول الموضوع تحت هذا العنوان الذي اختزلناه من اللهجة الشعبية لمجتمعنا.
تعد برامج التواصل الاجتماعي اليوم ركيزة أساسية في مجال العلاقات والعمل المؤسساتي وفي جميع مجالات الحياة الاخرى، ويمكننا اليوم أن نصف الأمي هو من لايستخدم هذه البرامج رغم سهولة استخدامها وسرعة ايصالها للمعلومة،ومن هذا المنطلق كان للنساء حضورا كبيرا في استخدام هذه البرامج كماهو الحال بالنسبة للرجال، ولكن بعض الافراد وجدوا من حضور النساء في هذه البرامج وسيلة مباحة للتحرش مستغلين حياء المرأة وعفتها التي لاتسمح لها بالكشف عن أسماء هؤلاء لأن الحالة متعلقة بالعفة والشرف والكشف عنها يسبب مشاكل مجتمعية معقدة قد تتسبب حتى في اراقة الدماء عند ذروتها.
ان طبيعة هذه التصرفات تمثل حاجزا خطيرا أمام ابداع المرأة ونجاحها في العمل الذي يتواجد بين خلاياه أمثال هؤلاء، فتشعر أن حريتها في استخدام مهاراتها محدودة،اضافة الى الاذى النفسي الذي يلحق بها جراء هكذا تصرفات منبوذة ومحرمة شرعا وأخلاقا، وتمثل انحطاطا اخلاقيا غير مسبوق في مجتمعنا الملتزم في علاقاته مع النساء طيلة السنين السابقة، ومن خلال اهتمامنا بهذه البرامج وجدنا أن هذه التصرفات تقوم بها جميع الفئات العمرية من الرجال ولاتقتصر على الشباب فقط بل أن حتى بعض الكهول زواحف من الدرجة الاولى..!
من المفارقات الغريبة التي نجدها لدى الكثيرين من هؤلاء، أنهم يتظاهرون بمظهر الشخص المحترم والمهذب في علاقاته مع الاخرين ويتفننون في احاديثهم عن حرمة وهيبة العرض وضرورة صونه واحترامه، ولكنهم خلف الشاشات الالكترونية المصغرة يمارسون أرذل الاساليب في التعدي على النساء والزجر بمشاعرهن بطريقة تتنافى تماما مع ظاهرهم..!
علينا جميعا أن نعي تلك المفاهيم وأن يكون استخدامنا لبرامج التواصل استخداما حضاريا ومؤدبا، فهذه البرامج لم تنشأ من أجل أن تكون وسيلة لابتزاز الاخرين واللعب بعواطفهم أو تسبيب الاذى النفسي لهم، وأن نراعي أن وجود المرأة في هذا العالم الالكتروني هو وجود معتبر وله خصوصيات مهمة يجب مراعاتها عند الحديث مع النساء من خلال هذه البرامج وخصوصا عبر القنوات الخاصة والسرية، فنحن كما نحرص أن نكون مهذبين مجتمعيا يجب علينا أيضا أن نكون مهذبين إلكترونيا.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك