المقالات

خلود المواقف والمبادئ..

1460 2017-03-12

وضحة البدري 

الشجاعة والإقدام صفات نبيلة قَلَّ أن نجدها في أيامنا هذه، كيف وإن كانت لدى من ضحى بأجمل سنين عمره، في الدفاع عن الوطن ومقدساته، من فقد أهله وأحبائه ولم يتراجع أو يستسلم، فشعاره كان دائما قول سيد الوصين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ’’لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه ’’. 

كانت مواقفه البطولية كثيرة، ولم تكن تأخذه في قول الحق لومة لائم، حتى دفع روحه رخيصة من أجل ذلك. 

نعم إنه محمد باقر الحكيم، ذلك الرجل الحكيم بمواقفه الثابتة، ومبادئه التي لا يتراجع عنها أبداً، لسنا بصدد الكلام عن صفات هذا البطل الشجاع سليل العلم والعلماء، ولكن إن الخسارة الكبيرة التي تحققت بفقده جديرة بالتحليل والإهتمام. 

الحكيم كان يخطط لبناء وطن موحد، لا مكان للطائفية والعنصرية فيه، لوطن تتحقق فيه العدالة، وتنعدم فيه حالات الفقر والتشرد واليتم، لوطن تتطبق في التعاليم الإسلامية الصحيحة، والتي تعد المنهاج السليم للإرتقاء بالمجتمع، من جميع النواحي السياسية والتعليمية والإقتصادية. 

ولكن القدر لم يمهله لتحقيق لذلك، فليس من مصلحة الطغاة من أذيال البعث المقبور، ومن هم على شاكلتهم أن تسير عجلة التقدم، في العراق المظلوم على مدى 35 سنة من الحكم الإستبدادي. 

إن فقدان هذا الرجل العظيم أحدث فجوة كبيرة، لا يمكن رتقها بسهولة في الشأن العراقي الداخلي، وحتى التعامل مع الدول الأخرى، لما يتحلى به من حنكة وروح معطاءة، ومتسامحة ومتسلحة بالفقه الديني وغيره من العلوم. 

حيث كان يتأمل العراقيون صلاح حالهم، عند عودته في 2003 لأرض الوطن بعد غياب قارب الربع قرن، قضاها في الجهاد والدفاع عن قضية العراق في كل المحافل الدولية. حتى سقط النظام الصدامي في 2003، وكان للحكيم دورٌ واسع وكبير في إنهيار هذا الصنم، لذا فليس من المستغرب أن تَخّلٌد هذه الشخصية الَفذَّة، التي نالت الشهادة في يوم عظيم وبقعة مباركة، ففي ذلك قلت : 

في يوم الجمعة الدامي 

وما أدراك مايوم الجمعة 

ففيه فقدنا محمد باقر 

وآه ما أكبر تلك اللوعة 

قتلوا فينا صوت الحق 

من حارب صدام وقمعه 

 

الخلود لا يأتي من فراغ، فالمخلدون عظماء بأفعالهم التي تتكلم، وتبقى أعمالهم هي الشاهد عليهم وعلى خلودهم. 

السلام عليك أيها الشهيد ورحمة الله وبركاته. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك