المقالات

تغييب ذكراك مؤامرة على تاريخ التشيع

1051 2017-03-26

لا أريد أن أغالي؛ في اختزال تاريخ التشيع السياسي, بالنصف الثاني من القرن العشرين, في أسرة آل الحكيم؛ ولكن لابد من إنصاف تلك الأسرة, حسب معايير التقييم الموضوعي, والمعمول فيه بكل دول العالم, لاسيما الإسلامي, من حيث التضحيات والدماء, والأطروحات والبرامج, التي تخدم الإسلام العقائدي, وتدافع عن مصالح الأمة العليا.

الكل متفق بعد محاولة تغييب دور المرجعية الدينية, خلال عقدين من الزمن, عقب إعلان الحكم الملكي في العراق, لم تنهض المرجعية العليا, إلا بعد موقف الإمام محسن الحكيم؛ الرافض لاستقبال الملك, ورئيس الوزراء عام 1947, بعدما تقاعست الحكومة في تنفيذ المطالب الخدمية, لمواطني النجف المرفوعة من قبل المرجع الأعلى عام 1946, ما جعل المرجعية تقف موقفاً حازماً, بوجه السلطة آنذاك.

لم يقف سياسي من سياسيي العراق إطلاقاً, إماماً لصلاة الجمعة, كما وقف شهيد المحراب؛ متحدياً نظام الطاغية صدام, بكلمته المعروفة "هيهات منا الذلة", غيره غير أسمه واستخدم الكُنى, إلا الحكيم ذاك هو الحكيم, فغيره لم تساق أطفاله ونسائه ورجاله, لمقاصل الإعدام, ودهاليز السجون, مقابل التنازل عن مشروعه؛ الذي نهض وهاجر واستشهد من اجله؛ الإسلام أولاً, العراق ثانياً, بناء الدولة ثالثاً.

أول القيادات الإسلامية الشيعية؛ يدعون إلى تنظيم الأمة لنفسها, بناء على وصية الإمام علي "ع", ثم طالبوا بأن يكون الحكم مدني في العراق, بعد هيمنة العسكر لمدة عشرة سنوات, أبان حكم عبد الرحمن عارف, وفضحوا أفكار حزب البعث منذ الأيام الأولى لانقلابهم الأسود, وطرحوا العديد من المشاريع الوحدوية للدولة والمذهب, ومستمرين بذلك, بينما غيرهم لا يسعى إلا لبناء حزبه وكيانه.

ما بعد عام 2003, لم نسمع أطروحة أو مشروع سياسي, لعراق ما بعد صدام, سوى ما طرحه الحكيم نفسه؛ انتخابات ودستور وطاعة للمرجعية الدينية, فحصل ما حصل, وتخلف إخوان المذهب عن وعودهم, فعارضوا الأقاليم عندما طرحها, وبسبب سياساتهم الفاشلة, اليوم ندفع شبابنا شهداء وجرحى, ونقترض بالأجل بعدما تبددت الأموال, وضاعت الميزانيات, وشقت عصى المذهب على أياديهم, وتمزق البلد في حكوماتهم.

ألم تكن كل هذه مخططات مدروسة, ليس ضد عائلة آل الحكيم فحسب, أنما ضد المذهب تحديداً, والعراق معاً, فمن أكثر عطاء ودماء ومواقف من هذه الأسرة الكريمة؟ إذا كنت مخطئ, فليجيب من لديه الجواب, من وقف بوجه البعث نظام وأشخاص؟ أكثر مما وقف آل الحكيم, بإعداد الشهداء والمخيبين والسجناء, ألم يكن تغيبهم بعدما تحرر العراق, هدف مرسومة معالمه قبل التغيير؟.

لا استبعد إن ما حدث, ويحدث ضد آل الحكيم, في أيام حزب البعث, وبعد سقوط البعث, في ظل سيطرة حكومية شبة تامة للأحزاب والتيارات الشيعية, هو مؤامرة خبيثة؛ حيكت خيوطها على أيادي تعرف ما تفعل, وتشخص من المؤثر, فتغييب ذكرى استشهاد السيد محمد باقر الحكيم, تمثل غاية التأمر, والاستهداف السياسي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك