المقالات

حكيمي على درب الشهادة


قال الشاعر رشيد الخوري, المُكنى بالشاعر القروي: 

"خير المطالع تسليم على الشهداء-- أزكى الصلاة على أرواحهم أبداً 

فلتنحن الهام إجلالا وتكرمه-- لكل حر عن الأوطان مات فدى". 

الشهادة هي أسمى آيات العطاء, حيث يضحي الانسان بروحه, لوجه خالقه أملاً برضاه, فكان حقيقاً علينا استذكارهم, وذلك أضعف تقدير لجهادهم السامي, كي لا تندثر تضحياتهم, فما قدموه يجب أن يكون, نبراساً يضيء درب الفداء, من أجل قضية الحق. 

الأول من رجب, ذكرى استشهاد السيد محمد باقر الحكيم, إلا أنها لم تعد, مناسبة سياسية تخص تيار معين, ففيها يتكرس معنى الوفاء, ورد الجميل للشهيد, الذي صنع بدمائه الابطال, ورسم معالم النصر والكرامة, على جبين الوطن, فَعَلَّمَ الدُنيا معنى الشهادة وكرامة الشهداء. 

كان شهيد المحراب, من القلائل الذين كانوا يتمنون الشهادة, ليكونوا مثالاً على التصدي, للنظام الصدامي الظالم, الذي أذاق الشعب العراقي بكل مكوناته, الذل والهوان ما بين ظلمة السجون, وهتك الأعراض وسفك الدماء, الذي كان يتلذذ بها صباحاً ومساءا, لا يردعه عن تلك الأعمال الإجرامية, خوفٌ من الجبار المُنتقم, حتى بدا كفرعون لا يشعر إلا بالخلود. 

قَدّمَ آل الحكيم الضحية تلو الأخرى, من أجل تحرير المواطن العراقي, ساعين لترسيخ الفكر الإسلامي, الذي حاول الطاغية طمره, فقد قام بتأريخ 10/5/ 1983, بإعدام ستة من أسرة آل الحكيم, ليثني السيد محمد باقر عن الجهاد, فما زاد السيد الشهيد, إلا صلابة وإصراراً, من أجل إكمال الدرب, فاحتسبهم عند بارئهم الرحيم. 

تمادى النظام الصدامي بِغّيِّه, وثارت ثائرته فأظهر وقاحة بإجرامه, عندما وصله الإصرار على الجهاد, فقد قال السيد محمد باقر الحكيم, عند سماعه خبر المجزرة: " هناك مسؤولية شرعية, ملقاة على عواتقنا, تفرض علينا الاستمرار بالقتال, ضد الطغاة وضد الظالمين, وضد المنحرفين وضد الكفرة, ومن هنا فسوف نستمر على جهادنا ونضالنا؛ متحملين للمسؤولية الشرعية ، بَعيدينَ عن كل مطمع من مطامع الدنيا", وقد أعدم في رجب عام 1405؛ عشرة من السادة أسرة آل الحكيم. 

توالت جرائم البعث الصدامي, فقد كان يشعر بالرهبة, من تلك الأسرة المجاهدة, بينما كان جزء كبير, من الشعب العراقي الصابر, يستمع لخطب السيد شهيد المحراب, عن طريق المذياع, رغم التشويش على تلك الإذاعة, بينما يكحل أهالي جنوب العراق, بمشاهد الفترة التلفازية, المخصصة للمعارضة العراقية, والاطلاع على العمليات الجهادية, التي كان يقوم بها, ثوار المجلس الأعلى. 

إنَّ الشهداء أحياء عند ربهم يُرزقون, ولكونهم ظُلموا من قبل الطواغيت والجبابرة, فعلى المؤمنون بشهادتهم وتضحياتهم, أن ينصفوهم بذكر ما قاموا به, وعلى هذا الأساس, فقد كان الأول من رجب, رمزاً للتذكير بالشهداء. 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك