علي حسن
قبل قليل كنت مع والدي أستمع الى نشرات الاخبار
فإذا بها جميعا تتكلم :- انتصارات الموصل و تقدم القوات فيها {قوى امنية+المتطوعين}
رجعت ذاكرتي الى الوراء قليلا اي الى ما قبل (1462014) بسويعات و ايام قد لا تتعدى العشرة و استذكرت الوضع الامني انذاك ,استذكرت الوجوه الشاحبة لأهالي مدينتي اذ لا كلام سوى سقوط المناطق بيد داعش .استذكرت اسئلة بعض الاصدقاء منها(علاوي تعرف ترمي؟,علاوي عندكم سلاح بالبيت؟,علاوي اذا وصلو داعش لهنا شتسوي؟),لا اخفيكم كنت مرتعبا حينها ,اجاباتي كانت متضاربة الى حد بعيد ..
نمت و اذا بي اصحو في اليوم الثاني على خبر سقوط ثاني اكبر المحافظات في العراق على يد التنظيم الارهابي (داعش) و توالي سقوط المدن حتى اخبروني بأن المطار بات في خطر و ان بعض الاطراف المحاذية لبغداد قد انهارت تحت قوى الظلام(داعش) مرت ثلاث ايام
على هذه الحالة الوضع مرعب, الشوارع في مدينة الصدر بدأت حركة الناس فيها تقل !
اشاعات .اخبار تتكلم عن نية التنظيم الارهابي على الهجوم على بغداد,خصوصا أن لداعش صدى مرعب و معنويات الناس بدأت في وقتها تتنازل ,بصراحة اسئلة في بالي حينها
ما العمل ؟
ماذا سنصنع ؟
هل سينتهي العراق ؟
هل الامام{عج} ان وقت ظهوره ؟
هل سنصمد؟,لالالالالا جيش بكامل قواه لم يستطع الصمود نحن نصمد ههههه!!!
انتهى يوما اخر كاسبقه ,رعب! ,خوف!,قلق!,سياسي العفلقيات في نوم عميق !
على أية حال نمت ليلة الجمعة و صحوت صباحها (الجمعة )ما هي الا سويعات
فإذا بها تبدأ تلك الخطبة الرنانة من قرب اقوى صرخة للحق ضد الباطل(العتبة الحسينية)
بذاك الصوت الفخم للشيخ الكربلائي وكيل مرجع عصره و زعيم الطائفة (#السيستاني)
مرددا فيها{أن من يضحي منكم في سبيل الدفاع عن بلده و اهله و اعراضهم فإنه يكون شهيدا ان شاء الله تعالى}!!!.
تعالت الصلوات في الحرم الشريف تاج تاج على الراس سيد علي السيستاني
تاج تاج على الراس سيد علي السيستاني
لبيك يا حسين لبيك يا حسين لبيك يا حسين
صمتي مستمر استمع لتلك الخطبة الرنانة الدموع انهالت شعور غريب
نداء من والدي (ولك علاوي السيد السيستاني انطه جهاد!!) (اي اي يابه سمعت)
دموع منهارة,شعور غريب,خوف يقل معنويات تعتلوا انفس الشباب..اتضاح في الصورة.
مرت الايام و الايام أين فلان ؟؟
فلان تطوع في الحشد!!
معنويات الناس الى القمة ,البسمة على وجه الاهالي,شارعي على طبيعته !
نشرات متوالية عدد المتطوعين بلغ الثلاث ملايين في غضون ساعات.
ماذا الحشد ينوي الهجوم ؟!!!!!!!
تغير الوضع من دفاع الى هجوم في سبيل تحرير مناطق البلد العزيز.
و اليوم بعد قرابة الثلاث سنين منذ صدور فتوى حبيب القلوب ..
اجلس مع والدي لأستذكر تلك الجلسة و الشعور الغريب و اذكر والدي قائلا(يابه تتذكر ذيج الايام مال قبل الفتوى بساعات و ايام قليلة ؟؟,مجيبا هو اياي اي والله بابا ويييييين جان الوضع مرعب نسأل الله يطيل بعمر السيد و يحفظه والله يا بابا هو حفظنه ).
و الان تجدد يقيني و ازدادت معرفتي بعظم النعمة التي نمتلكها في النجف الاشرف من ذالك الشارع العظيم (شارع الرسول)من قرب الحرم الشريف(لامير المؤمنين علي ع)في ذالك الزقاق الضيق داخله في السبعين متراّ {بيت الزعيم مدظله الشريف}.
و مدى حنكة صاحب الفتوى و مدى صبره , شجاعته ,وطنيته ,دقته ,
حقا انها نعمة لابد من شكر الله عليها و الدعاء بطول عمر قائدها و مناصرييه.
هذا و الحمد لله رب العالمين و نشكره على نعمائه و نسأله طوال عمر مرجعنا و قائدنا
و نسأل الله تعالى النصر و الثبات للغيارى على الجبهات و الامن و الامان لأهلنا في كل ربوع العراق الحبيب و نتمنى من الله الصحة و السلامة للنازحين و نسأله عودتهم لديارهم
سالمين غانمين هم و و حماة شرفنا الذين اتخذوا من الساتر منزلاّ لهم و من بعضهم عوائل لبعضهم...و الحمد لله رب العالمين و خير الحافظين السميع المجيب....
نسألكم الدعاء.
https://telegram.me/buratha
