عندما يتساءل الناس عن القضايا التي لا يعرفونها فمن الطبيعي ان نبحث لهم عن أجوبة وافية لرفع حاجتهم، واما عندما يسالون عن الأمور الواضحة فهنا تبدا الحيرة دون ان تنتهي.
ولما كان تاريخ العراق الحديث قد ارتبط بشخصية السيد الشهيد فمن الغريب ان نسال عن شخصه بعض ان التصق ذكره بهذا البلد واصبح رمزا لكل المظلومين.
ومن الغريب ان نجد بعض الضفادع البشرية تنقنق ضد هذا الرجل ببعض جهالاتها وكأنهم لم يشعروا بعمق الجرح الذي تركه غياب الشهيد الصدر في قلوب الاحرار.
الا ان الشهيد عاد من جديد ليرتبط بتاريخ العراق عبر تلاميذه وطلابه الذين قضوا معه سنوات الدرس والابداع وليس بوسعي ان اتحدث عن جانب الابداع هذا ؛ لان له حديثا مستقلا، لكنني اريد ان ابيّن مظلوميته عبر تركه عددا من الأشخاص الذين اساءوا اليه بانتسابهم اليه.
فمنهم من يتهم النجف بأنها خاوية وليس فيها علم ولا علماء وكان العلم وقف على امثاله ، فلما عوتب احتج بالترجمة وما فيها من اخطاء.
ومنهم من يدندن على المرجعية بثوب الحداثة وهولا يعرف ما هي مشكلتنا مع الحداثة فخاب في الأول والآخر.
ومنهم من جعل هذا الرجل هذا العظيم كقميص عثمان وهدفه ان يسقط به أبناء علي ومدرسته لأنه يعلم ان بضاعته كاسدة وان أوراقه مكشوفة.
ومنهم من ادعى الإصلاح في الدين والتهذيب للتشيع لكنه صار بوقا لأعداء التشيع الحق ومنهجهم من النواصب ... ومنهم ...ومنهم
وعرفت طلابا من تلامذته لا يكاد يسمع لهم الانسان صوتا وهم يملكون ما يملكه الاخرون لكن الدين لديهم هو الأول ونصرة منهج المعصومين عندهم ليس له بديل.
من هنا كان قدر هذا الرجل العظيم ان يعيش مظلوما في حياته من سلطة البعث الطاغية وان يعيش مظلوما من قبل حفنة من النفوس المريضة التي لا تريد ان تذهب الى الطبيب النفسي فبثت سمومها في جسد التشيع خدمة لأعداء اهل البيت عليهم السلام ولا شك ان السيد الشهيد لو كان حيا لكانت السنتهم قد نالت منه ما نالته من غيره من علماء مدرسة اهل البيت عليهم السلام
والحمد لله اننا نعيش مع نسخة معدلة من فكر هذا الرجل العظيم وهو فكر المرجع الأعلى الذي اثبت ان صداقته التي استمرت سنين طويلة جدا قد اثمرت بعد حين هذه المواقف المشرفة التي ابهرت العالم.
ففي الوقت الذي فقدنا فيه هذا الرجل العظيم فان الله قد حبانا بهذا السلف الحكيم الذي أعاد للأذهان تاريخ خدمة الشهيد الصدر مع اعداءه ومع المغفلين من الأنصار الذين حاولوا ان يشوهوا صورة التشيع عبر اقلامهم المسمومة فتصدى لهم السيد الشهيد بنفسه وعاد الان خلفه الذي حمل حكمته ليكمل مسيرة الحكماء في الحفاظ على التشيع من الانحراف وعلى الشيعة من الانزلاق في دروب السياسة والإرهاب.
https://telegram.me/buratha