المقالات

نظرة الإسلام للعشيرة(القبيلة)


المهندس أنور السلامي 

بلادي تشع مثل القمر, تضئ مساءا فيحلوا السهر, عشائر كبيرة , نجومها كثيرة , صفاتهم نبيلة, أخلاقهم كريمة, نعم انها العشيرة, تعتبر العشائر ركيزة أساسية في بناء أي مجتمع من المجتمعات العربية, لها قوانينها وتسمى هذه القوانين بـ ( السانية) يضاف إليها التقاليد والأعراف, وهي موروث قديم جدا حتى بعض التقاليد تعود إلى قبل الإسلام, وبقيت ليومنا هذا فمثلا (النْهي) فهو موروث قديم : يعني هو إجبار البنت بالزواج من ابن عمها, رغما عنها وعن أبويها, وهذا الإرث لازال قائما في مجتمعاتنا, إلى يومنا هذا, رغم أن الإسلام , حَرّم مثل هذه الأعراف, والتقاليد, لذلك المرجعية الدينية, في خطب الجمعة , من الصحن الحسيني الشريف, تحث المجتمع على ترك مثل هذه المفاهيم الخاطئة والغير مقبولة شرعا, بل تعتبر تجاوزا على الدستور الإلهي, رغم ذلك كانت العشائر, مصدر مهم للحفاظ على الأمن الاجتماعي , من خلال فضْ النزاعات بين المتخاصمين, وكذلك هي مثال للجود والكرم, والتضحية في الدفاع عن تراب الوطن, ضد المحتلين, وهي مصدر مهم للثورات, التي قامت بالعراق, ومنها ثورة العشرين, وأيضا الاستجابة للجهاد الكفائي, ضد الجبروت والطغيان الإرهابي الداعشي, مع ذلك لا يخلوا مجتمعنا من المظاهر السلبية , التي تهدد أمّننا الاجتماعي, وهي ظواهر دخيلة على الأعراف والتقاليد, وعلى العشائر عدم التقيد أو الالتزام بها, أي إما أن تكون متقيدة بالدين أو لا تقول نحن نحكم بما تشتهي أهوائنا, والدين لا يمثل إلا لعق في ألسنتنا, إذا على هذا الحال إلا تثريب, في الجهر بالخروج عن الدين, ولا أجد عاقلا يقبل بهذا القول, أن كان مسلما. 

إن أهم القواعد الواجب الالتزام بها هي: 

أولا: على من يتصدى لحل النزاعات العشائرية يجب أن يكون على دراية بالإحكام الشرعية خشية التجاوز عليها. 

ثانيا: يجب مراعاة المصلحة العامة في كل النزاعات العشائرية وفق القوانين وعدم التجاوز على الأنظمة التي تكون على صله بحياة الفرد والمجتمع. 

ثالثا: الابتعاد عن التعصب العشائري وإصدار الإحكام بما تشتهي النفس, بل اعتماد مبدءا العفوا والتسامح والتغاضي عن الاساءه. 

إن قانون الغابة يجب أن لا يطبق في المجتمعات الإسلامية, حيث عبّر القرآن الكريم ,في قوله تعالى:( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) سورة الحجرات, لقد حاول الإسلام الحدْ من العشائرية, بل قيدها بأتباع الإحكام الشرعية خشية, انفلات الوضع وترك الدين جانبا, كما هو الحال في بعض العشائر, فمثلا ( كسر عظم ألسمكه ) أثناء تناول الطعام في بيت المضِيِّف يعتبر انتهاكا عشائريا, ويستحق عليها الفصل, أي دفع الدّية, فأين الاخوه , كما في مضمون الآية الكريمة ,أنفة الذكر, بل هي انتهاك صارخ للشريعة الإسلامية, ولكم أن تعبروا عنها ما شئتم, إذا على العشائر العراقية إما الالتزام بالقوانين الشرعية , أو على الأقل الالتزام بقوانين الدولة, رغم ضعفها, لان الدولة لو كانت قادرة على حماية المجتمع , لما تسيدت عشيرة على القانون. 

ابقوا معي الإنسان مدار الحديث. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك