إن المسلمين قاطبةً يؤمنون بظهور الإمام المهدي المنتظر (عج) في أخر الزمان مع أختلاف بسيط فأتباع أهل البيت عليهم السلام يقولون أنه مولود ولكنه في غيبة طويلة حتى يأذن ألله له بالخروج أما أبناء العامة فيقولون أنه سيولد في أخر الزمان ، ولكن كلا الطرفين يعتقدون بظهور المهدي المنتظر (عج) في أخر الزمان ويعتمدون في ذلك على العشرات من الآيات القرآنية ومئات بل ألاف من الأحاديث النبوية الصحيحة التي ينقلها كلا الطرفين فهذه بعض الآيات القرآنية التي ذكرها المفسرون التي تبين خروج المنقذ في أخر الزمان :
قال ألله سبحانه وتعالى( وعد الله الذين أمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما أستخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي أرتضى لهم ) قال الله سبحانه وتعالى ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ) قال الله سبحانه وتعالى ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) قال ألله سبحانه وتعالى : (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في ألأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين). .
قال رسول ألله (ص) ( من أنكر خروج المهدي فقد كفر ). ، قال رسول ألله (ص) (لا تزال هذه الأمة مستقيماً أمرها ظاهرة على عدوها حتى يمضي إثنا عشرة خليفة كلهم من قريش ) ، قال رسول ألله (ص) (المهدي من أهل البيت يصلحه ألله في ليلة ) ، قال رسول ألله (ص) ( لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من أهل بيتي من ولد فاطمة فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجورا ) .
لقد شاء الله سبحانه وتعالى أن تكون حياة الأئمة الأطهار عليهم السلام مكملة بعضها بعضاً كخرز المسبحة بفقدان أو زيادة إحداها تفقد المسبحة فائدتها ، هكذا حياة الأئمة سلام الله عليهم أجمعين فأن حياتهم تكمل بعضها بعضاً كما الفصول تكون الكتاب فأن حياتهم هي الفصول والكتاب هو الإسلام ، فهم سلسلة واحدة تشع عرضاً وطولاً الأنوار من أجل إظهار طريق الحق الذي رسمه الله سبحانه وتعالى وهو طريق محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين ، وبسبب صعوبة تقبل الناس للأفكار الجديدة التي لم يعهدوها من قبل ، فعلى صاحب الفكرة من أجل إنجاحها من خلال تقبل الناس لها عليه أن يهيئ العوامل التي تبين وتوضح هذه الفكرة أو يدخلهم في تجربة مشابهة حتى يألفوا الفكرة عندما تطرح ولقول رسول الله (ص) (أبى الله أن يجري الأمور إلا بأسبابها) ، وقال رسول الله (ص) ( إنا أمرنا معاشر الأنبياء أن نكلم الناس بقدر عقولهم) ، ولأهمية وخطورة إمامة الإمام الحجة بن الحسن (عج) وما يرافقها من أمور لم تتعود الأمة عليها كصغر سنه عندما أستلم أعباء الإمامة وكذلك غيبته سلام الله عليه ، هذا الأمر تطلب أن تتهيأ له الأمة وتعتاد عليه حتى لا تدخل في معترك الأفكار والانحرافات ومن ثم التفرقة والضلال وهذا يناقض السبب الذي من أجله بعث الأنبياء والرسل والأئمة عليهم السلام ، لهذا فأن الله سبحانه وتعالى قد هيئ الأمة لهذا الأمر قبل ولادة الإمام الحجة (عج) بحوالي واحد وخمسون سنة ، حيث أدخل الأمة بتجربتين يستلم بها الإمام الإمامة وهو صغير السن ، حيث أستلم الإمام الجواد عليه السلام وعمره حوالي ثمان سنين ، وقد هيئ الله سبحانه وتعالى العوامل التي دعمت إمامة الإمام الجواد عليه السلام كتركيز الإمام الرضا عليه السلام على إمامته ودفع المؤمنين الى معرفته وطاعته وهو أبن عمر ثلاث سنين وكذلك كثرة المعجزات والعلوم التي طرحها الإمام الجواد عليه السلام بالإضافة الى وجود عم أبيه علي بن جعفر كبير الهاشميين وعالمهم الذي دعمه بكل ما يملك من أدوات وكذلك وجود الأصحاب العلماء المؤمنين الذين كونهم الإمام الرضا (ع) كيونس بن عبد الرحمن والريان بن الصلت وغيرهم ، كل هذه العوامل سهلت قبول الناس لإمامة الإمام الجواد عليه السلام على الرغم من صغر سنه وعدم تعود الناس على هذا الآمر وبعد وفاة الإمام الجواد عليه السلام عام 220 هجري كان عمر الإمام الهادي عليه السلام أما ست سنين أو ثمان سنين حسب الروايات التي اختلفت في تاريخ ولادته ( هجري 212 أو 214 هجري) .
https://telegram.me/buratha
