المقالات

قبول فكرة الإمام الحجة (عج) بالرغم من صغر السن والغيبة (الجزء الثالث)

1004 2017-05-14

خضير العواد

فعندما استلم الإمام الهادي عليه السلام الإمامة لم يكن الناس في حيرة كما في إمامة الإمام الجواد عليه السلام حتى وصل الأمر ببكاء ونحيب الموالين لهذا الأمر المحير ؟؟؟ ، لأن تجربة صغر السن قد عايشوها وتعرفوا عليها فأصبحت معتاد عليها فليس هناك غرابة في أمرها ، لهذا لاحظنا التفاف الموالين حول إمامة الإمام الهادي عليه السلام وليس هناك ممن ترك إمامته أو ابتعد عنه أو تكون فرق جديدة ذات تأثير في المجتمع الشيعي الموالي ،

فهاتين التجربتين قد مهدا الأمر للأمة أن تتقبل إمامة الإمام الحجة (عج) بسنه الصغير بالإضافة الى الأدلة العقلية والنقلية التي دعمت إمامته سلام الله عليه ، فبالإضافة الى مسألة العمر وصغر السن فأن مسألة الغيبة الصغرى وابتعاد الإمام (عج) بجسده المادي عن الأمة كانت مسألة خطيرة لم تتعود عليها الأمة لولا التجارب المماثلة التي عاشها الموالين مع أئمتهم ، كتجربة الإمام الكاظم عليه السلام عندما كان في السجن وقد وجًّه الموالين للاتصال بوكلائه عبد الله بن جندب وعلي بن ابي حمزة البطائني وعثمان بن عيسى وغيرهم ،

ولخيانة بعض وكلاء الإمام الكاظم عليه السلام كعلي بن أبي حمزة البطائني وأصحابه وتفرق الناس عن إمامة الإمام الرضا عليه السلام ونشوء فرقة الواقفة ، كل هذا تطلب أعادة الثقة بالوكلاء ومن ثم دفع الأمة الى أبوابهم كما حدث في فترة إمامة الإمام الهادي عليه السلام وكيف كان يدفع الموالين الى مراجعة وكلاءه في بغداد كعثمان بن سعيد العمري (الدهان) أو بقية وكلاءه في المدن المختلفة ، وقد أظهرت أحاديث الإمام الهادي عليه السلام ومن بعده الإمام الحسن العسكري عليه السلام في توثيق العمري وابنه محمد ما يحير العقول ويذهب بالجنان حيث يقول الإمام الهادي عليه السلام عن أحمد ابن اسحاق قال ( سألت ابا الحسن عليه السلام وقلت له : من أعامل وعمن أخذ وقول من أقبل فقال له عليه السلام : العمري ثقة فما أدي إليك عني فعني يؤدي وما قال لك عني فعني يقول فاسمع له وأطعه فإنه الثقة المأمون) ،

وعن أحمد بن اسحاق وقد سألت أبا محمد الحسن عن مثل ذلك فقال عليه السلام ( العمري وابنه ثقتان فما أديا إليك عني فعني يؤديان وما قالا لك فعني يقولان فاسمع لهما وأطعهما فإنهما الثقتان المأمونان ) ، فخلال أكثر من عشرين سنة يدعم الإمام الهادي عليه السلام وكذلك الإمام الحسن العسكري عليه السلام عثمان بن سعيد الدهان ويدفعا الناس الى مراجعته في مختلف الأمور حتى أصبح الثقة المأمون وكذلك ابنه محمد ، فعندما أستلم الإمام الحجة (عج) الإمامة وابتدأت الغيبة الصغرى وثبًّت وكالة وسفارة العمري لم يتفاجئ الموالون لأنه الثقة المأمون من قبل الإمام الهادي وكذلك العسكري بالإضافة للإمام الحجة سلام الله عليهم أجمعين ، وعندما توفى السفير الأول عثمان بن سعيد العمري وأختار الإمام الحجة (عج) ابنه محمد أبا جعفر الملقب بالخلاني لم يتفاجئ الموالون لأنه الثقة المأمون بالإضافة الى فكرة السفارة قد تأصلت وأعتاد الناس عليها وهكذا أصبحت النيابة أو السفارة من الأمور الواضحة لدا الموالين نتيجة التهيئة من قبل الأئمة جميعهم عليهم السلام وخصوصاً فترة الإمام الجواد والهادي بالإضافة للإمام العسكري سلام الله عليهم أجمعين ، وهكذا فأن كل حدث أو حركة أو موقف لدى المعصوم عليه السلام فأنه يمثل حلقة من حلقات الرسالة المحمدية السمحاء التي تكمل بعضها بعضاً ، لهذا فأن صغر سن الإمام الجواد وكذلك الهادي عليهما السلام كان لتهيئة الأمة لإمامة منقذ البشرية الإمام الحجة بن الحسن (عج) . 

خضير العواد 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك