المقالات

معقولة .. عفا الله عما سلف !


ثامر الحجامي 

مع قرب إعلان النصر النهائي, يعيش الجميع هاجس ما ستؤول إليه أوضاع البلاد سواء كانت سياسية أو إجتماعية, لذلك طرحت العديد من المبادرات, التي من شأنها معالجة تلك الأوضاع, لمرحلة ما بعد داعش . 

ولعل أهم تلك المبادرات هي وثيقة التسوية الوطنية, التي طرحها التحالف وتم عرضها على المكونات السياسية في الداخل وفي أروقة الأمم المتحدة, والتي استطاعت أن تضع الحلول الجذرية للمشاكل التي يعانيها العراق, وتلبي رغبة المواطن العراقي في العيش بحرية وسلام, وأن يتساوى الجميع في الحقوق والواجبات, دون إقصاء أو تهميش لمكون على حساب الأخر . 

وأهم ما جاء في هذه التسوية, التي تنص على إعطاء الحقوق للجميع حسب وجودهم على الأرض وتمثيلهم السكاني, أنها تتضمن التنازل المتبادل لصالح الدولة العراقية وفق مبدأ لا غالب ولا مغلوب, ولا تسوية مع من تلطخت أيديهم بدماء العراقيين سواء كانوا من البعث وإذنابه أو من العصابات الإرهابية المسلحة, التي استحلت دماء العراقيين وأزهقت أرواح أبنائه, فكل العراقيين كان دمهم مباح لهذا الإرهاب الأسود, الذي نشهد نهايته الآن بفضل أبناء من قدم هذه التسوية . 

كان المتوقع من ممثلي الطرف الطرف السني أن يتفاعلوا مع هذه المبادرة التي أنصفتهم, رغم أنهم المكون الأضعف من بين مكونات العراق الثلاث, وأن يكونوا أول المبادرين بالموافقة عليها وتطبيقها وفق القانون والدستور العراقي, لكن أن نتفاجأ بتصريح رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري ومطالبته بمبدأ " عفا الله عما سلف ", فذلك يجعلنا ندرك أن القوم لازالوا يتعاملون بطائفيتهم التي عرفوا بها, ولا يستطيعون التخلص منها لدوافع انتخابية أو لضغط خارجي . 

وألا كيف عفا الله عما سلف من الإرهابين والمجرمين ووفق أي قانون يتم ذلك, وماذا تقول للأرواح التي أزهقت والدماء التي سالت, والمدن التي خربت والثروات التي بددت, والرجال التي مازالت تقاتل على السواتر من اجل ماذا خرجت, بماذا تجيب دموع اليتامى وأنين الثكالى, وبكاء الأمهات وحسرة الآباء ونحيب الأبناء, ماذا ستقول لأبناء جلدتك أنفسهم الذين عاث فيهم الإرهاب وجعلهم طرائق قددا, وقد قتل رجالهم وسبا نسائهم وجعل مدنهم أثرا بعد عين . 

لاشك إن هذه الدعوة لاتصب إلا في مصلحة طرف واحد هو الإرهاب وداعميه, وهو إنكار لكل الدماء والتضحيات التي سالت على ارض هذا الوطن, بل هي الوقوف مع المجرمين في خندق واحد, وصاحبها قد وجه بندقيته الى صدور العراقيين . 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك