المقالات

الفوضى عدونا الداخلي

1709 2017-05-26

عمد الاحتلال الأمريكي عند دخوله للعراق عام 2003, الى خلق الفوضى وإنهاء أركان الدولة التي تقوم عليها, ومنها حل الجيش العراقي وجعل أسلحته هباءا منثورا, حيث أصبحت لها سوق رائجة للبيع والشراء, بعد إستيلاء القوات الأمريكية على الجزء الأكبر منها, وهرب معظمها الى خارج العراق . 

ونتيجة لهذه الفوضى, انتشرت العصابات المسلحة والجريمة المنظمة في صفوف المجتمع العراقي, ثم دخل الإرهاب الى العراق متمثلا بالقاعدة ثم داعش, مستغلا ضعف المنظومة الأمنية للدولة متمثلا بالجيش والشرطة, والتدخل السياسي السلبي في تطبيق القانون, فكان الاستعانة بتشكيلات غير قانونية أو دستورية, منها الصحوات وتسليح العشائر بأسلحة حديثة, مما زاد الطين بلة وجعل الكثير من أسلحة الدولة, التي استوردت بأموال العراقيين, تذهب بيد الإرهابين الذين استخدموها لقتل الشعب العراقي . 

عندها انتفض العراقيون, ملبين دعوة المرجع الأعلى السيد السيستاني "دام ظله", ملتحقين في صفوف الحشد الشعبي بمختلف فصائله, يدافعون عن وطن استباحه الإرهاب وعاث فيه فسادا, قدموا دماءا طاهرة مازالت تسيل, تسقي أزهاره الذابلة لتورق من جديد, وتروي قصة رجال عشقوا وطنهم, فجادوا بأغلى مايملكون من اجل ألا تهان حرة من نسائه, ولايستباح شبر من أرضه, ولينام أطفاله مطمئنين, لاتخيفهم خفافيش الظلام . 

فبتنا اليوم على أعتاب النصر النهائي, وتحرير آخر أراضينا المغتصبة من قبضة هذا الإرهاب الأسود, ولكن التحدي الأكبر والانتصار الأهم سيبقى مؤجلا, لان هناك عدو داخلي لم نتوجه إليه, مازال يهدد كيان دولة لم تثبت احد أهم أركانها, وهو سيادة القانون والالتزام به, فبناء الدولة لايستقيم إلا إذا أصبح هناك قانون يدير مفاصلها, ويكون الالتزام به له الأولوية الأساسية, فبضعفه تعم الفوضى وتتوقف عجلة الحياة, لذلك يجب أن تكون حربنا القادمة, على الفوضى والتجاوز على القانون . 

وبالتأكيد فان الشريحة الأهم في الدولة والمجتمع العراقي, التي يجب أن يستهدفها فرض القانون, هم شريحة المقاتلين سواء كانوا جيشا أم شرطة أم حشد شعبي, فلا يجوز حمل السلاح خارج إطار الدولة أو خارج مؤسساتها, فعندما يلتزم الجميع بالقانون سوف يتم فرز العصابات الإرهابية والطفيليين وغير المنضبطين, الذين يحسبون أنفسهم ظلما على المقاتلين الشرفاء, الذين دافعوا عن وطنهم وضحوا من اجله, حتى ان بعض هذه العصابات أصبحت تقاتل الشرطة والجيش والحشد, مستغلة الظروف التي يمر بها العراق, وانشغاله بمحاربة الإرهاب . 

فلا نصر على داعش, إلا بانجاز النصر الأهم على العدو الداخلي, الذي هو الفوضى وضعف الالتزام بالقانون, ومتى ماتحقق ذلك عندها سنقول بأننا دولة, تسيطر على شؤون البلاد وقادرة على حماية أبنائه, في مجتمع آمن ومستقر . 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك