المقالات

لماذا حرب إسلامية مذهبية كبرى...؟


مصطفى قطبي 

يحلّ رمضان هذا العام كسابقه، بغير جديد يسر عرباً ومسلمين كثيرين في أنحاء شتى من العالم... فمن بلاد الشام إلى بلاد الروهينقا، مروراً بالعراق وأفغانستان وفلسطين ومصر وليبيا وتونس واليمن... يغص المشهد العربي والإسلامي بألوان الدم والدخان، وبالقتل والحرائق وبيارق الفرق المتناحرة... 

 

للأسف المأسوف عليه، أنّ الأمور الداخلية في المنطقة العربية والإسلامية تأخذ منحى تصعيدياً من جهة والتدخل الدولي أصبح على الأبواب من جهة أخرى، وحرب ''الأخوة '' ضد ''الأخوة'' لا تبدو في طريقها إلى الانتهاء، والحكام محكومون بداء ''الانتصار لأنفسهم وتثبيت طغيانهم'' على الأوطان وبالأوطان، مهما كلف ذلك من ضحايا ودمر من عمران وأسس من أحقاد وضغائن، ورجال الدين المسلمين بمجامعهم، وفرادى وجماعات إلا من رحم ربك، ينتقلون من فتاوى التكفير إلى إعلان النفير ودق طبول الحرب... ليس هناك من مصيبة أكبر من أن العنف والدماء وإزهاق الأرواح ـ وأغلبها بريئة ـ في سوريا والعراق ومصر وليبيا وتونس واليمن وغيرها، يجري بإسم الدين والتعصب الطائفي. 

 

في هذه الأيام المباركة يتصور المغيبة عقولهم أن القتل في رمضان مضاعف الأجر، وينتهز قادتهم (وهم انتهازيون كاذبون بالمطلق) ذلك لحثهم على ما يصورونه لهم أنه ''شهادة في سبيل الله'' فيقبل هؤلاء على القتل والتدمير بقوة أكبر. ويحول هؤلاء الظلاميون الحكمة الأساسية من الصيام (وهي انسانية روحية خالصة كما أرادها الخالق سبحانه وتعالى، في الإسلام وفي كل الأديان التي من شعائرها الصيام) إلى بشاعة دموية بالقتل والتدمير. وطبعا يصعب توقع أن يواجه المسلمون المستهدفون تلك الوحشية الإرهابية بالصوم عن القتال. وهكذا تدور المنطقة في دائرة مفرغة من القتل والتدمير والخراب يعتقد أطرافه أنهم ''يحسنون صنعاً''. 

 

ومن عجب يضاف إلى ما في واقعنا المر من عجب، وإلى ما تنتجه حربنا الكريهة المدمرة من دمار وخسران وشقاء وإفلاس روحي ووصَب موجع غاية الوجع: أن اقتتال الفتك حتى الإبادة، والاستعداد لخوض حرب الفتنة الفادحة بهذه الضراوة، عبر زمن مفتوح وتكاليف لا تُحتمل... من عجب أننا لم نشهد عشر معشار في المائة، لمثلها أو لقريب منها، مع العدو الصهيوني المحتل، الذي اغتصب أرضنا، وقتل شعبنا، وشرد منه من شرد وسجن من سجن وحاصر من حاصر، ودنس مقدساتنا، وناصب ثقافتنا وديننا ونبينا ووجودنا العداء، وما زال يمارس العدوان والحصار والتهديد والقتل والاضطهاد والإبادة المنهجية ضد شعبنا الفلسطيني... من دون أن يلقى منا هذا النوع من المواجهات الطويلة الجذرية التي تحقق لنا هدفاً مشروعاً، هو تحرير الأرض وحماية الشعب، وهو مما تقره شرعة الأمم المتحدة، وشرعة حقوق الإنسان، وأعراف الشعوب وتقاليدها، ويقره كل ما يدخل في أبواب الدفاع عن النفس وعن الوجود والأرض والحق والمقدسات؟! 

 

اليوم، يرعد الإعلام ويزبد، بمنطق ساسة، ورجال دين، لا يرون في الناس ناساً، ولا في الأحياء أرواحاً، ومنهم مسلمون نافذون، لا يرعون في الله إلا ولا ذمة، فيذهبون بأمتهم ودينهم وشعوبهم إلى جحيم الوغى، ويُرضون أعداء العروبة والإسلام، بكل فعل وقول، تتهلل له وجوههم، وترقص على إيقاعه قلوبهم في الصدور؟! وأي تفتيت، وتمزيق، وإضعافٍ، ودَس للسم الزعاف في شرايين العرب والمسلمين، وفي أوردتهم... وأيُّ فتك بهم، وهلاك لهم، وإبادة تنهيهم... لا يرضى أولئك الذين يقولون ''الموت للعرب''، ويطاردون الإسلام بالتهم والافتراءات والإساءات والأكاذيب، والمسلمين بالتطرف الإرهاب، وغير ذلك، مما يعملون جاهدين، على إظهار أنه من صلب العقيدة الدينية، ومن جوهر الإسلام؟! أما المصيبة الأكبر فهنالك أكثر من خمسين محطة فضائية تبث سموماً طائفية ومذهبية... بشكل مباشر ومن كل الطوائف. لا تتوقف على مدار الساعة من تسميم المسلمين، ومن التحريض فيما بينهم، ودفع أجيال غير واعية إسلامية وهي تشكل السواد الأعظم إلى ركوب موجة التمذهب تحقيقاً لغايات أبعد من مشروع الممول، أي صاحب الفكرة الأساسية في هذا المشروع وهو الإسرائيلي ومن ورائه. 

 

قبل مدة قرأت تقريراً يقول إن استخبارات عالمية قامت بتخريج أعداد كبيرة وصلت إلى الآلاف من رجال الدين، ودفعتهم ليكونوا خطباء وأصحاب رأي وفتاوى. لا شك أن قسماً من هؤلاء انضم إلى الإرهابيين من أجل التأثير على عقول بحاجة لمن يقدم لها الأفكار التي تلائم بقاءها في هذا التنظيم ''الإسلامي'' أو ذاك... ويلعب هؤلاء دور المحرض أيضا، سواء في العمليات الانتحارية أو الانتقالات من بقعة إلى بقعة عبر فتاويهم التي يبثونها، وكلها كاذبة لأنها تصنع الحرام حلالا وهكذا. ويقال إن بعضاً من هذه الأعداد توزع في المنطقة العربية أيضاً، وله بالتالي دور أساسي في تلك الفضائيات التي لا تتوقف عن بث سمومها ضد المسلمين من خلال رفع درجة الحقد بين الطوائف الإسلامية إلى حدها الأقصى... 

 

هذا المشروع المذهبي بأن لا يحتاج شرحاً عن أهدافه، إنه آخر وأكبر ما تفتقت عنه مراكز الدراسات الاستعمارية التآمرية على الإسلام وعلى المنطقة. الذين رسموا هذا الخط الجديد ليكون صراعاً بين المذاهب الإسلامية، وبين الطوائف الإسلامية كلها، فقد أخذوا من التاريخ الإسلامي اجتهادات شخصية مثلت فهماً في وقتها ثم استحضرت لتكون بذرة التأثير التآمري على الإسلام، باعتبار أن الصراع بين المسلمين مطلب من أجل تمزيق الوحدة الإسلامية من جهة عبر صراع المائة سنة كما بشر كيسنجر، ومن ثم تغيير شكل الصراع من أجل فلسطين، ومن ثم القضاء على كل فكر خلاق، وبالتالي إنهاء كل تطلع عربي وإسلامي إلى التمنيات الوطنية، وقتل روح العروبة فيها، وتشتيت شملها بدل أن تفكر بوحدتها، ورقع وتيرة القتال فيما بينها كي تظل العداوة هي المستحكمة، وأبعاد الشعوب عن التفكير بمصائرها في تحديث نفسها بناء على ما يحدث في العالم من تطور وتقدم. 

 

لقد أصبح من الواضح أن ما يجري في المنطقة العربية من صراع دموي بغيض، بات يدور على حافة هاوية حرب إسلامية مذهبية كبرى، وأنه تصاعد إلى حدود فاجعة فلم يعد يشكّل نوعاً من الاستدعاء لزجّ المسلمين في أصقاع العالم في هذا الصراع المتصاعد، بل صار يشكّل تورطاً وتوريطاً أيضاً لعناصر مذهبية في هذا الصراع الذي يجنّد الكثيرين من خارج المنطقة في مشروعه التدميري الإرهابي العبثي القاتل كما في سوريا والعراق... على تقسيم الأمة الإسلامية فرقاً وأحزاباً متناحرة تقاتل بعضها بعضاً باسم الدين، وهو ما يعانيه عدد من أوطاننا اليوم حتى بات مع كل الألم انه يزج بأوطاننا بكل تاريخها الوطني، في بازار طائفي يسيء إلى كرامة أهلنا ومع مهانة العجز عن الإنقاذ أمام ما يجري من عمليات تدمير... حجراً حجراً، حتى أصبحنا ننسى الحجر الذي غمرت شهرته الآفاق في القريب والبعيد. 

 

إنّ أفظع وقائع البؤس والانحطاط البشري تحدث حينما ينغمس أناس في العنصرية، والتطرف، وادعاء احتكار العلم والمعرفة والدين... فيرفعون سلاحهم باسم الله والوطن والحقيقة، وينغمسون في الحقد والدم والكراهية، ويصدرون عن جهل مقيم وكره للآخرين مقيم؟! ويا ما أقسى الكراهية، ويا ما أصعب علاجها... إنها تتجاوز الحماقة بكثير، من حيث أنها تُعيي من يداويها، وإذا ما اقترنت بما يرسخها ويقويها ويغذيها، من عنجهية واندفاع يدفعانها إلى الفعل، فإنها تصبح الطبع الشرير، والعقل الذي يقود إلى الجريمة بكل أنواعها ويستبيح القوانين والناس. 

 

والمؤلم المؤسف، أن السدنة الذين يضرون نار الفتنة، وجلهم من أعداء العروبة والإسلام، يحرصون على استمرارها، وتوقدها، حتى آخر صَبي، وآخر امرأة، وآخر شيخ، وآخر آمن مؤمن، من المسلمين... يدعو الله سبحانه وتعالى، أن يلجم الفتنة وأهلها، وأن يعيد الأمن والوعي والعقل إلى الناس، لا سيما لأهل الحل والعقد منهم، ممن طاشَ حجرُهُ، فذهب في طرق الغيِّ إلى الحد الذي قد لا تكون معه رجعة إلى الدين الحق، والوعي المسؤول، والروح القيادية القادرة على الرؤية في خضم الظلم والظلمات، لتنظر في أمر شعوب باتت ضحايا حمم النار، وتتلظى في حمى الأحقاد، والكراهيات، والثارات، والفتن الماحِقات. 

 

إنه انغلاق العقل والقلب، وعمى البصر والبصيرة... وابتعاد تام عن نور الله وكتابه وسنة رسوله، ونبذ للنهج الإيماني ـ الحضاري ـ والإنساني، الذي يمكن أن يتبعه الإنسان العاقل العارف المتحضر التقي، ليبطل بالمنطق والعلم والفهم والسلوك، حجج غيره من الناس الذين يراهم ضالين مضلين، أو متخلفين غلاة، أو متوحشين بغاة... أو يراهم أقل منه قدرة على فهم الأمور، وتدبر الأحكام، واتباع النهج القويم، لبلوغ الغايات، بما يحفظ الإنسان ويعمق الإيمان... بل ليثبت بالبرهان أنهم العجز عن تطوير أساليب العيش والتعايش... ومن ثم فإنه، بناء على ذلك، هو المؤهل للقيادة والريادة، ولأن يقلده الناس أو يتبعونه بإحسان... وبذلك يتابع مسيرة من قال فيه سبحانه وتعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ (160)... 

 

ويحرص في ذلك كله على أن يصون ما ينبغي أن يُصان من حيوات وقيم وأحكام، ولا يلجأ في أثناء السعي إلى بلوغ غاياته بصدق، إلى الخديعة والمكر، ولا إلى تحريف ما لا يجوز تحريفه، أو إلى تأويل ما لا يحتمل التأويل، وإلى لي عنق الكلام والمنطق ليلائم هواه ومنطقه... اعتماداً منه على حذلقة، وفذلكة، وسحر بيان، وضَرابة لسان... ومن دون أن يعمَد إلى ضرب القرآن بعضه ببعض، مما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وقال للذين تحاجوا بآيات من القرآن ضد آيات منه، في حديث مرفوع رقمه 288: (حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ أَبُو هَاشِمٍ الطُّوسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ, قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْقَاسِمِ, عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَى أَصْحَابِهِ، وَهُمْ يَتَنَازَعُونَ فِي الْقُرْآنِ، فَغَضِبَ غَضَباً شَدِيداً, حَتَّى كَأَنَّمَا يُصَبُّ عَلَى وَجْهِهِ الْخَلُّ، وَقَالَ: ''لا تَضْرِبُوا كِتَابَ اللَّهِ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ، فَإِنَّهُ مَا ضَلَّ قَوْمٌ إِلا أُوتُوا الْجَدَلَ، ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآيَةَ: (مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلا جَدَلا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ) سورة (الزخرف آية 58). 

 

ويدخل في باب المريب والعجيب أن يلقي الإنسان عقله وعلمه وفهمه في سلة المهملات، أو أن يغرق نفسه والآخرين في الدم والجُرم، توهماً منه أنه العقل والإيمان والفضل، وأنه المكلف من الله سبحانه وتعالى بالنهي والأمر، في كل ما يجوز وما لا يجوز فيه الأمر والنهي، إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق... ومن باب الغريب والعجيب أيضاً أن يرى شريك في الوجود والمصير، في صنوه الآخر الشريك، أن يرى فيه عدواً لدوداً، وليس موضع ثقة، ولا صاحب نُهَى، وأنه ممن لا يجوز لهم، أو يجوز معهم، تداول وتعاون في أمر يهمهم المواطنين جميعاً، ويصلح لدنياهم، إذ نترك أمر دينهم لمولاهم؟! وأن يحكم على ذلك الشريك بأنه لا يفهم، ولن يفهم، إلا بمنطق القوة والاجتثاث... وليس بمجرد قوة محكومة بالحق والعدل والقانون والشرع والدين، يُلوَّح بها لتردع وتضبط وتخيف، لا سيما مع من هم شركاء في الوطن والمواطَنة والقرار والمصير، وشركاء في الهوية الثقافية والقيم والدين، وفي ضريبة الدم عندما يكون عدوان؟! 

 

ليس القتال في بلاد المسلمين من أجل إقامة دولة العدل والسماحة والإنسانية، وإنما هو صراع على منافع مادية وأرضية ولاعتبارات الزعامة والنفوذ والثروة. وما الشباب المغرر به من انتحاريين ومقاتلين إلا وقود لأمراض الدنيا لدى قادة تلك الميليشيات والتنظيمات. والأمر ذاته، بدرجة أقل عنفا ودموية لدى التنظيمات الأخرى (التي تعمل كأذرع سياسية للتنظيمات المسلحة الإرهابية). 

 

لم نعد ننتظر، من الذين يغلقون على أنفسهم وعلى غيرهم منافذ الخروج من الكارثة، أن يخرجونا منها، ولا أن يخففوا من وقعها ومصابها وانتشارها وأشكال انفجارها علينا.. ومن باب أولى ألا ننتظر من أعداء بلدنا وشعبنا وأمتنا وديننا، أن يخرجونا من جهنم التي نصنعها بأيدينا، ونتزاحم على نارها، تزاحم الفراش على نار المصباح. ولكن، في الوقت ذاته، لم يعد بوسعنا السكوت، ونحن نحترق ونموت وننظر إلى الفتك الوحشي يكتسح كل شيء فينا وفيما حولنا... ولا نستشعر جدوى الكلام، ونحن نعاني ازدواج المرارة تلو المرارة، من جراء الانصراف شبه الكلي عن وقع البلوى ومر الشكوى ومنطق الحكمة... لأن الكلام مهما كان ومهما حمل من معانٍ، لا يمكنه أن يرتفع فوق صوت القنابل والصواريخ وأنواع الأسلحة الفتاكة الأخرى، وعلى رأسها سلاح الحقد الأعمى؟! ولا يجدي، من دعوة المقتتلين إلى تغيير زاوية الرؤية من قِبَل كل طرف منهم، ليرى ما يخفى عليه، أو ما يستجد ويبنى عليه مما يؤثر في قراراتهم وتوجهاتهم. 

 

حري بالمسلمين في شهر الصيام والتقوى استجلاء أسس الدين الحنيف، والاستقواء بعبادة الصوم على مقاومة الجهل والتطرف والتشدد والإرهاب. وما دين الإسلام الذي بعث به نبيه محمد صلى الله عليه وسلم هداية للعالمين إلا دين إنساني بالأساس يمثل رحمة الخالق بالبشر أجمعين. هذا ما يفترض أن يعيدنا عليه الصيام والقيام، بدلا من التكفير والقتل والتخريب والتدمير. 

 

ولذلك فإن معشر علماء الإسلام وفقهائه يقفون اليوم عند مسؤولية كبرى وأعظم أمام الله في الأخذ بناصية تغيير هذا التشويه المتعمد والإساءة المقصودة، وبذل أقصى درجات الجهد لتوعية المسلمين بخطورة ما يخطط ويراد بهذه الأمة الوسط من مكائد ودمار وحروب وهلاك، وبأيدي أبنائها والمحسوبين عليها للأسف. فشهر رمضان فرصة لهؤلاء العلماء والفقهاء لتحفيز النفس وتبصير الناس بأمور دينهم وإرشادهم إلى طريق الخير والمحبة والألفة والتعاون، وأن مظاهر التطرف والغلو والتكفير والتشدد ليست من الإسلام، وأن قتل النفس بغير حق أو إراقة قطرة دم واحدة بغير حق حرام في الإسلام، بل إنه شدد في العقوبة وغلظها بخاصة إذا كان صاحب هذه النفس وصاحب قطرة الدم من أهل الشهادتين، وأمر بحفظ النفس والعقل والمال والأعراض والأخلاق والدماء، وحرم استحلالها وأوجب العقوبة على مستحلها دون وجه حق، والحق في ذلك أوكل الله تنفيذه إلى أولي الأمر فقط حفظًا للمجتمعات من الفوضى والفتن والكراهية والهلاك. 

 

مصطفى قطبي 

كاتب وصحافي من المغرب. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك