المقالات

مظلوم بالوراثة

1805 2017-06-03

سخر حياته وسنين عمره من اجل هدف واحد, هو الدفاع عن مظلومية العراقيين ووجودهم, الذي تسلط عليه الظلمة وأحالوا نهارهم الى ظلام دامس, فكان يحمل مشعل الحرية في ارض الغربة, لا يفكر في مصالح شخصية او دنيوية ترفع من شأنه, فما يحمله من ارث تاريخي, يغنيه عن مباهج الدنيا وزخرفها . 

ترك الدراسة الحوزوية التي وصل فيها الى مراحل متقدمة, وأسس مع مجموعة من المتصدين, حركة المجاهدين العراقيين, ليتصدى للنظام البعثي الفاشي لأكثر من 23 سنة, قضاها في الأهوار والمعسكرات بين صفوف المجاهدين, والطواف حول بلدان العالم للتعريف بمظلومية الشعب العراقي, حيث قاد اعتصام العراقيين في لندن ضد النظام البائد, الذي استمر لأكثر من 70 يوما . 

تسنم زعامة المجلس الأعلى الإسلامي العراقي, والائتلاف الوطني العراقي, بعد شهادة شقيقه الأكبر آية الله السيد محمد باقر الحكيم " قده ", فكان عضوا في الجمعية الوطنية ولجنة كتابة الدستور العراقي, وعمود العملية السياسية في العراق الجديد, يصل الليل بالنهار من اجل جمع شتات الكيانات السياسية وتقريب أفكارها, من اجل إقامة نظام ديمقراطي في العراق, دون أن يفكر في أي مكسب شخصي أو حزبي, فقد كان يتصرف كالأب الذي يريد جمع أبنائه, تحت سقف واحد هو العراق . 

تصدى للمشاريع الكبرى, التي كان يروم منها بناء عراق جديد, متعدد الطوائف والأعراق, ينعم الجميع فيه بالحرية والأمان, ويتساوون في الحقوق والواجبات, فكان مشروع الفيدرالية من أهم المشاريع التي طرحها لعراق ما بعد الاحتلال, وكان يراه الحل الناجع لمشاكل العراق, وبسبب ذلك تعرض لحملات التشويه والتسقيط والاتهام بالخيانة والعمالة, من إخوة الأمس الذين تقاطعوا معه في البرنامج السياسي, لمصالح انتخابية فقط . 

كان حريصا على إقامة دولة عراقية, يعتمد الأساس فيها على آراء العراقيين أنفسهم, عن طريق الانتخابات دون تدخل من احد أو إملاءات خارجية, يحترم الجميع فيها وتحترم حقوق الإنسان, وتعطى للمرأة أهميتها وحقوقها المناسبة, ويكون العمل فيها على أساس الدستور الذي اختاره العراقيون, تحترم فيه الشريعة الإسلامية ولا تكون القوانين مخالفة لها, لأنها هوية الشعب العراقي, دون أن يكون هناك سعي لإقامة دولة دينية, لان المجتمع العراقي يتكون من طوائف وقوميات متعددة . 

كل ذلك لم يكن ليتحقق, إلا بخلاص العراق من الفصل السابع الذي كان يرزح تحته, لذلك سعى الى تخليص العراق من هذا البند, مما اضطره الى السفر للولايات المتحدة الأمريكية, والجلوس مع الرئيس الأمريكي بوش, وإلقاء خطاب في الكونغرس الأمريكي غير كثيرا من وجهة النظر الأمريكية, حول سياستها في العراق,أسفر عن رفع هذا البند وجلاء قوات الاحتلال في النهاية, لكنه كان أيضا تحت مرمى سهام الخصوم السياسيين, وحملات التشهير والاتهام بالعمالة والخيانة للمحتل, ولكنه لم يأبه لذلك التهريج, مادام فيه مصلحة وطن وكرامة شعب . 

توفي السيد عبد العزيز الحكيم رحمه الله, آخر أبناء المرجع السيد محسن الحكيم "قده ", في الخامس من رمضان 1430هج الموافق 26من اب عام 2009, وشيع من بغداد الى كربلاء والنجف, والمعزون يهتفون في تشييعه : " هذا الحكيم المظلوم .. يا أبا الحسن تلقاه " ظلامة ورثها من جده الحسن المظلوم عليه السلام, وأورثها الى أبنائه من بعده, لأنهم يفكرون بمصالح أمة ومظلومية وطن, وظالموهم يفكرون بالملك والسلطان . 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك