الكاتب: عمار الجادر
حكاياتنا ليست كباقي الحكايا، حكاياتنا واقع عن قادة جسدوا معنى القيادة، فخطوا بالدماء سِفر الماضي المتجدد الى الحاضر المستمر حتى المستقبل الحر، روافض رفضوا العيش تحت حكم الجبناء، لانهم سادة الكون وقادته.
هناك دماء لها حكاية، لانها ليست كدماء النكرات، فهي دماء معرفة منذ الف ونيف من السنين، هي دماء اعتادت على ان يبغضها ابناء الحجور النجسة، وتعشقها افئدة ابناء الطاهرات ، تلك دماء شهيدنا صالح.
صالحنا هذا كان عريق النسب، وعندما نتكلم عن العراقة بالنسب، فأذهاننا تذهب الى الشجرة العلوية المباركة، اذ اصلها ثابت في الارض وفرعها في السماء، نعم كان صالح احد ثمار تلك الشجرة المباركة، نضرة الثمار يطيب النظر اليها، فأقتطفتها ايادي الجراثيم، بعد ان اعيتهم بصلابتها وعطائها.
دماء خلقت للقيادة الحقيقية، فكانت شديدة على الفاسقين، رحيمة على اهلها تفيء بخيرها على المساكين، لم تكن جديدة العهد على المناصب وزخارف الدنيا، فكانت ترابية العيش متواضعة اكسبت صاحبها دماثة الخلق وبسمة لن ينساها من عرفها، واجهت العواصف البعثية الحاقدة، ولم تكتفي وتلوذ خلف رفاهية العيش، حيث كان اول من واجه الرياح السوداء التي حاولت هدم صرح جدته زينب، فوقفت صامدة وردت رياح يزيد، اضنها نون ال ( لن) التي هدمت عروش الطغاة.
بعقيدة الانتظار قاد صالح العقيدة نخبته المؤمنة، بعد سماع صوت علي من النجف الاشرف ( الا من صالح ينصرنا) ، فهب بأبتسامة الاسد المعروفة لدى القوم، لبيك جدي وسعديك، فأرتعدت فرائص القوم لما عرفوه من شجاعته، ولم يكن وحده اذا كان معه ابنائه، داعيا رب السماء بأن يرزقه ميتة الابطال، وقد كان له هذا.
صائمة أرض الفلوجة، في شهر الرحمة، ولم تجد ما تفطر به الا دماء الكرام، كأنها تشكو الى السماء دماء فاسدة اعيت تربتها، ودماء الابطال حياتها، فسقاها ابن من خضبت شبته بشهر الرحمن، وفي محراب الايمان، ليعيد لنا ذكرى جده الكرار، ويسطر بدمه الزكي اسطر في زمن الانتظار.
ختام حكايتنا دمع وأنتصار؛ دمع لأننا نفارق قائدا لم نرى بسمته لعام مضى، وأنتصار لأننا مصنع الاجيال، وبدماء ابطالنا مشروع خالد
https://telegram.me/buratha
