المقالات

اين نحن من الاصلاح ؟

1182 2017-06-12

هيثم الحسني 

المراقب للشان العراقي يجد ان صورة المشهد العراقي ثابتة منذ تشكيل الدولة العراقيه الى يومنا هذا، فالتدهور مستمر في كل القطاعات والخدمات، ونسمع الكثير من اساطير يتحدث بها المواطنين في وصف الماضي "بالمزدهر والخير والامان" فيقول كنا كذا وكذا و"الخير ذهب مع اهله"، وفي المقابل تجد ان المعاصرين لتلك الحقب التاريخيه لم يلمسوا هذا الخير ولم يعيشوا هذه الرفاهية، "فالمظاهرات والانقلابات العسكرية والتصفيات الجسديه والحروب الاهلية والخارجية وملايين المواطنين يفقدون حياتهم واضعاف ذلك العدد من ذوي الاعاقه وجيوش من الايتام والارامل والعوانس، وملايين من العمالة المصريه والسودانيه" واثارها السلبيه على المجتمع وحصار اقتصادي والاصرار على اغتيال المدنيه لصالح القبلية، وتمدد القلة الحاكمه والتي لا تمثل الكثره المستضعفه. هو الثمن المقدم من قبل الشعب لعقود للتغيير المنشود. اليس هذا المشهد ثابت من ايام اجدادنا، وابائنا، وايامنا، ويتكرر المشهد وتضيق الارض بالمستضعفين، ويدق جرس الانذار عند النخبه الحاكمه فتصرخ بالاصلاح والتغيير، اصلاح وتغيير لم ينفذ ولم يلمسه المواطن ولا ابائه او اجداده، والذي يحدث هو تغيير للنخبة الحاكمه فقط. 

وهنا يطرح سؤال هل تم تغيير السياسات العامه بعد كل تغيير؟!! الجواب كلا حتى بعد سقوط النظام تم الابقاء واستخدام سياسة النظام السابق وقرارات مجلس قيادة الثورة المنحل وتعطيل متعمد للدستور. وهنا يطرح سؤال اخر هل من المعقول ان تنادي الحكومه والبرامج الانتخابية باصلاح الاجراءات والعمليات الادارية مع الاستمرار في استخدام نفس السياسه السابقة ؟!!!.علما ان السياسة العامه هي التي تحكم الاجراءات والبرامج؟!. 

اذن الاصلاح يجب ان يكون في السياسه العامه فاذا كان الاصلاح في الاقتصاد يجب ان تتجه السياسه نحو الاقتصاد، بما يعني اجراء سلسله من التشريعات مع تطوير اجراءات تكون صديقه لبيئة العمل من قبل الاجهزه الحكومية تساعدها فيها القوى غير الحكومية او غير الرسمية وتطبيق هذه الاجراءات كونها ستستمد خصوصيتها من قبل السلطات المخولة. 

نعتقد أن ثمة محددات مهمة لفرص نجاح السياسة المرسومه للإصلاح في العراق، من أهمها: 

1. ان تحتوي السياسه على رؤية واضحه للحكومه الاتحادية والحكومات المحلية فيما يتعلق بالتحديات التي تواجه الإصلاح، والفرص المتاحة لتحقيق الإصلاح، والأدوات المتوفرة وما هو المطلوبة للقيام بعملية الإصلاح. 

2. ان تكون السياسة المرسومه للاصلاح ملزمه للحكومه الاتحادية والحكومات المحلية في تبني وتفعيل توجهات الإصلاح قانونياً وعملياً. 

3. يجب ان تكون هذه السياسة منسجمه مع قدرة الحكومه الاتحادية والحكومات المحلية على رسم الأولويات والسيطرة على مسارها لتحقيق الإصلاح المنشود. 

4. يجب ان تكون السياسة المرسومه من من الحكومة الاقليم او الحكومات المحلية منسجمه مع السياسة العامه للحكومه الاتحادية . 

5. مشاركة القطاعات ذات الصلة بالعملية الإصلاحية في المجتمع عند التخطيط وتنفيذ برامج الإصلاح المخططه يزيد تبني المجتمع لهذه السياسات ويقلل من فرص المقاومه التغيير . 

6. يجب ان تكون مخرجات هذه السياسة خارطة طريق زمنية يتم خلالها تحقيق إنجازات كاملة ومقنعه للمواطنين بمصداقية مسيرة الإصلاح وممارسة الحكومة معه ، وبما يمس حياته اليومية. 

7. يجب ان تشير السياسه الى ضرورة قياس مدى الرضا المتحقق من قبل مكونات القطاعات المستهدفة بالإصلاح عن الرؤية والمسار والنتائج. 

8. ضرورة ان ترافق وضع السياسة اليات والاجراءت تكون قادرة على مواجهة قوى الشد العكسي التي تقف في وجه الإصلاح وتريده عملية شكلية لامتصاص مطالب المواطنين، ومدى القدرة على إضعاف تأثيرها السياسي، سواء كانت في مؤسسات الدولة أو في قطاع الأعمال أو في تركيبة المجتمع بوصفها جهات منتفعة من الوضع القائم وربما محتكرة له. 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك