الشهيد السعيد السيد محمد جبر البخاتي الموسوي/ ابو باقر الموسوي
في ناحية المشرح – محافظة ميسان كان مولده عام 1967 في أسرة علوية مؤمنة.
توفي والده وهو جنين لم تبصر عيناه النور بعد , فعاش اليتم وحرم من حنان الابوة , لكن والدته اضفت عليه من حنانها ما سد به فراغ الابوة , اكمل من دراسته المتوسطة وكان طالبا ذكيا متفوقا على زملائه ذات يوم طلب مدرس اللغة العربية من الطلاب ان يكتبوا انشاء في موضوع الثورة والقائد فكتب السيد محمد موضوعه في الامام الخميني والثورة الاسلامية فجن جنون الاستاذ الذي لم يكن امامه الا استدعاه وتوبيخه وتهديده ان عاد لمثلها , كان السيد محمد يخط بانامله الناعمة بعض الشعارات المعادية لصدام ونظامه على الجدران رغم علمه بعاقبة ذلك العمل في قاموس حزب البعث.
في مطلع الثمانينات وبينما كانت الحرب التي شنها طاغوت العراق على الجمهورية الاسلامية في ايران تستعر على طول خطوط المواجهة , هاجر اخوة السيد محمد الى ايران فاصبح بعد هجرتهم معرضا للاعتقال في اي لحظة , وذلك امر كان متبعا من قبل زبانية النظام العفلقي المجرم اخذت مضايقات البعثيين تزداد على اسرته , مما اضطرهم الى ترك وطنهم والهجرة الى الجمهورية الاسلامية , عبر هور الحويزة بتاريخ 22/4/1984م واختاروا السكن في مدينة الشوش جنوب ايران, وبعدها هاجر الى مدينة قم المقدسة لينضم الى حوزتها العلمية للانتهال من علوم اهل البيت عليهم السلام , طوى مرحلتين من الدراسة في مدرسة الامام الهادي للعلوم الدينية , وعرف فيها بجده واجتهاده واستغلال وقته على اتم صورة , فقد كان يسهر الليالي بالمطالعة وحفظ الاحاديث , واخذ يعلم ماتعلمه الى اهله والمحيطين به وفي كل مكان يحل فيه.
لم يكن ليهدا له بال حتى التحق بركب اخوته من المجاهدين الذين كان يتابع اخبارهم , وقد سبقه اليهم اخوه الاكبر , وبعد اشتراكه في دورة تدريبية مكثفة في مدينة قم المقدسة , شد الرحال مع جمع من طلبة الحوزة الى معسكر الشهيد الصدر في مدينة الاهواز , حيث التحقوا بالدورة الحادية والعشرين لمجاهدي بدر / دورة الشهيد ابي بشير العاملي وفي اجابته عن سبب التحاقه , كتب (( انني ادافع عن الاسلام , وهدفنا تحرير العراق الحبيب من صدام الكافر)) لقد كان الهدف عنده واضحا , لذا كان مجدا في تطبيق تمارين تلك الدورة , وبعد اتمامها نسب الى فوج الشهيد الصدر.
امتاز بين اخوته المجاهدين , باخلاقه العالية وبهدئه وبخدمته لهم , وعن الفترة القصيرة التي عاشها , يتحدث المجاهد حامد عبد الحسين " فيقول " كان معطاء ومورد اعجاب اخوانه المجاهدين , فقد كان له تاثير روحي في نفوسهم خصوصا الشباب منهم ولانه كان طالبا حوزويا , كان الشباب يجتمعون حوله ويطرحون اسئلتهم المختلفة عليه فيجبهم بكل تواضع".
اولى العمليات التي شارك فيها كانت عمليات حاج عمران التي اختصر فيها الطريق الى الله , فبعد ان ادى المجاهدون صلاتي المغرب والعشاء في احد اودية المنطقة , ودع بعضهم بعضا , وتعاهدوا على بلوغ , ثم تحرك فوج الشهيد الصدر على شكل رتلين , وعند الصولة في الساعة الواحدة ليلة 1/9/1986 , دخل ابو باقر الثغرة التي فتحت في حقل الالغام بكل شجاعة , محرضا المجاهدين على رؤوس من باعوا دينهم بدنيا صدام الذليل , حتى اصيب بشظية في راسه فقضى شهيدا ليلتحق بقافلة الحسين عليه السلام بعد ان رجعت نفسه المطمئنة الى ربها راضية مرضية.
شيع و وري جثمانه الطاهر الثرى في مقبرة الشهداء في مدينة الشوش.
بقي ان نقول بأن الشهيد المبرور هو شقيق الشهيد القائد السيد صالح البخاتي "رض"
السلام عليك ابا باقر يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا..
https://telegram.me/buratha
