المقالات

عبثية آل سعود .. أما لها من حدود؟


أحمد الريسوني

منذ سنة تقريبا زارني صديق سعودي من أهل العلم والفكر. تحدثنا كالعادة في أبرز القضايا العربية والإسلامية، والمغربية والسعودية… وكان مما شرحه لي ضيفي الكريم الوضعيةُ المزرية للأسرة الحاكمة في بلده. ففيها صراعات ومنافسات ومكايد. وفيها حكام عجزة بلغوا من الكبر عتيا. وأكثرهم أميون وأشباه أميين. ومع ذلك فسلطاتهم بلا حدود، واستبدادهم بلا قيود.

 

سألت صديقي العزيز: أليس منهم رجل رشيد، يمكن أن يصلح ويصحح؟

 

قال: الحقيقة أن الشخص الوحيد الذي يتطلع الناس إليه، ويتطلع حتى أكثر آل سعود إليه، وينتظرون بفارغ الصبر أن يتولى الملك، بما له من حنكة وكفاءة ورزانة، هو محمد بن نايف، فهو أعقلهم وأكفؤهم.. وكلنا الآن نعلم ما أوقعته العبثية السعودية بمحمد بن نايف، والإعدام السياسي الذي صدر ونفذ في حقه، بين ليلة وفجرها!

 

ومنذ أسابيع والعالم كله يتفرج على الهجمة العبثية التي يقودها آل سعود وآل آلِ سعود، ضد أشقائهم وجيرانهم في قطر. وهي هجمة وعبثية شوهت الإسلام وبهدلت العرب والمسلمين.

 

ومنذ ثلاث سنوات اخترع آل سعود بدعة جديدة غير مسبوقة في تاريخ الاستبداد والتسلط، حيث أحدث الملك عبد الله منصبا سماه “ولي ولي العهد”، وعين فيه مقرن بن عبد العزيز. ثم أحدث بيعة السيف ليس فقط للملك، وليس فقط لولي عهده، بل أيضا لولي ولي العهد.

 

هلك عبد الله وجاء سلمان، فنحى ولي ولي العهد الذي عينه سلفُه عبد الله، وعين ولده محمد بن سلمان وليا لولي العهد. ثم لم يصبر لا سلمان ولا ولده، ولم يطيقا الانتظار بلا حدود، فبادرا – بعد استئذان السيد دونالد ترامب وكسب تأييده – إلى تنحية محمد بن نايف وإرساله إلى غرفة الأرشيف السعودي، وإحلال الولد العزيز مكانه.

 

ومنذ سنوات أدخل الملك سلمان وولدُه وزيرُ الدفاع، أدخلا البلاد والعباد في حرب عبثية في اليمن، وجرا معهما عددا من الدول العربية، التي قيل لها: إن المعركة ستحتاج إلى أسابيع أو شهور قليلة… وها هي الحرب المدمرة تقطع الآن عامها الثالث، دون أي نتيجة ولا أفق ولا فائدة ترتجى.

 

لقد كان اليمنيون يتخبطون في فقرهم وصراعاتهم الداخلية، فجاءهم السعوديون ومَن وراءهم من العربان، فزادوهم رهقا، وأدخلوهم في حالة الدمار الشامل والظلام الدامس.

 

وفي مطلع سنة 2011قام ملكهم عبد الله بن عبد العزيز بضخ أموال خيالية لصالح الرئيس المصري حسني مبارك، حتى لا يسقط أمام الثورة الشعبية… ولكنه سقط، وذهبت الأموال سدى.وبعد ذلك تآمروا على الرئيس المنتخب محمد مرسي، ووضعوا كل إمكاناتهم المالية تحت تصرف الجنرالات المصريين لكي ينفذوا انقلابهم ضده. وهكذا أدخلوا مصر وشعبها في أوضاع مأساوية مظلمة، لا يعلم تداعياتها ومآلاتها ونهايتها إلا الله تعالى.

 

ومن عبثية آل سعود أنهم فرضوا على البلاد والعباد الانتساب إلى أسرتهم وحملَ اسمهم ونسبهم قسرا: فالمملكة سعودية، والجنسية سعودية، والعلماء، والمواطنون، رغم أنوفهم سعوديون. وكأنّ هذه البلاد وهذا الشعب، لم يكن لهما اسم ولا نسب، ولا تاريخ ولا عنوان، ولا جنسية ولا هوية، قبل أن يأتي آل سعود فيسعودوا كل شيء!!

 

وقد بلغ الطيش والجهالة بأحد مشاهيرهم أن قال يوما: إن النبي محمدا سعودي الجنسية، نعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك