يبدو أن أمريكا وجدت ضالتها في السعودية لتنفيذ مخططها المشئوم اتجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، كما وجدت ضالتها في العراق عام 1979 عندما أرادت كبح الثورة الإسلامية في ايران باستخدام القوة العسكرية . فكانت شخصية صدام حسين المتهورة المصاب بداء العظمة ، قد عرفت أمريكا تستغله لتنفيذ مخططاتها دون تفكيره بعواقب ما يفعل .
فكانت مغامرة صدام العبثية صبت بمجملها في صالح الكيان الصهيوني وأدخلت المنطقة وبلدانها وشعوبها في كوارث لم تخرج منها حتى الآن . فكان صدام الا لعبة بيد أمريكا والصهيونية العالمية في الوقت الذي كان يعتقد هو جازما أنه القائد الضرورة .
لقد وجدت أمريكا ان الكوارث التي بدأها صدام اتجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تأت بثمارها كما تريد ، فإيران لم تضعف فحسب بل تحولت الى قوة إقليمية عظمى ، وهي تقود محور المقاومة الإسلامية ضد المخططات الأمريكية والصهيونية التي تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية .
وبعد وصول ترامب الى سدة الحكم وجدت أمريكا الساحة السعودية ملعب تلعب به مخططها من أجل إكمال ما بدأه صدام ، والهدف واضح هو الإبقاء على إسرائيل قوية وسط العرب والمسلمين الضعفاء .
وها هي أمريكا تجد شخصية شبيهة بشخصية صدام وهي شخصية الأمير محمد بن سلمان الذي تحتاجه لتنفيذ مخططها اتجاه إيران ، فدفعت به أمريكا الى الواجهة بتوليه ولي عهد السعودية ومن ثم الملك خلال فترة وجيزة .
لقد وقع الخيار على محمد بن سلمان لإتمام الخراب الذي بدأه صدام ولإكماله على ما تبقى من بلدان لم يصلها في المنطقة . فأن الخراب سيخيم لا محالة على السعودية بسبب الحرب القادمة مع إيران .
لذا لابد من إيران أن تأخذ حذرها من هذا المتهور الجديد ، وأن على عقلاء ال سعود أن لا يسمحوا الى المتهور محمد بن سلمان بتكرار تجربة صدام في بلادهم .
الكاتب والإعلامي / الحاج هادي العكيلي
https://telegram.me/buratha
