المقالات

كلام عاقل في زمن الجنون.. أم العكس؟

1774 2017-07-10

 

تذكر أحكام الميراث وقواعده فيما تبين, أن الوارث ليس مسؤولا عن مشاكل الميراث الذي يصل اليه, أو ما أرتكبه المورث من أخطاء لجمع هذا الميراث. 

يؤيد ذلك المنطق, فيعتبر أن مدير مؤسسة, ليس مسؤولا عن الاخطاء أو الانحرافات, التي سببها وأحدثها المدير السابق.. لكن النهوض بتلك المؤسسة واجبه, و إلا لما تصدى لتلك المسؤولية وقبل التكليف؟ 

صحيح أنها ورثت تركة ثقيلة, من الازمات والمشاكل, بل ووضعا خطيرا, من الحكومة السابقة, كاد يذهب بالبلد الى نفق مظلم, يذكرنا بأيام سود عشناها, في عصور سابقة.. لكن هل يعفيها هذا حكومتنا, من مسؤولية العمل على معالجة كل ذلك؟.. وإلا لما تصدت للمسؤولية؟ وقبل من يشارك فيها التكليف؟ 

لا نتوقع أن يكون كل أعضاء الحكومة, بنفس الوطنية والإستعداد للخدمة العامة, لكن هذا لا يعني أننا لا نستطيع محاسبتهم على حد أدنى من ألاداء والجهد المقبول, بما يحقق للمواطن العراقي حياة كريمة, بمعايير مقبولة إنسانيا. 

روى لي أحد ألاخوان, ممن كان يخدم في الجيش العراقي, ضمن الخدمة الاجبارية, وأبان إحتلال العراق للكويت, أنه تكلم مع مواطن كويتي كبير في السن, عن الفساد المستشري, وسيطرة عوائل معينة, على كل خيرات الإمارة. 

كان نظام الطاغية قد شن حملة إعلامية كبيرة, حول فساد الأمراء, وغيرها من الأمور, ليبرر إحتلاله للكويت, وصدقها صاحبي.. فيقول أجابني الشيخ بما معناه" وما يهمني؟ فكل ما أريده أنا وعائلتي متوفر, وأعطتني الحكومة من الخير ما يفوق ما أريده, ومستقبل أولادي مضمون, والدنيا كلها تخدمني, ولا يوجد من لا يحسد الحياة التي نعيشها, فما يهمني ما يفعلون بالباقي؟!".. وكأن الحكومة رشت الشعب, بتقديم حياة مرفهة له مقابل سكوته, وولائه .. هكذا فهمها صاحبي. 

تذكرت الحكاية وأنا أتساءل.. إن كان يحق لنا أن نطالب حكومتنا, بحياة مماثلة, لما صوره الشيخ؟.. ولتعتبرها رشوة مثلا! 

الواقع أن توفير هذا المستوى المعيشي والحياة, ليس مستحيلا قياسا بما نملكه من خيرات, ربما في الظرف الحالي, يبدو هذا الكلام وكأنه ترف وبطر, وهو ليس كذلك.. لكن لنقلل سقف احلامنا قليلا, أفلا يحق لنا أن نطالب بحياة تحقق أدنى حدود الكرامة الإنسانية؟! 

هل هذا طلب صعب, ولا يصح؟ أم ان العالم هو الذي يسير بالمقلوب؟ هل المقارنة مع أوضاع دول مجاورة شيء معقول؟ 

هل نحن مجانين حالمون عندما نطالب بأبسط الحقوق؟ أم أن الدنيا هي من أصبحت مجنونة؟! 

كيف لو طالبنا بكل ما نحلم به, ونريده..وهو من حقوقنا؟! 

من المؤكد أننا سنتهم بالجنون..رسميا. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك