سعيد عمران
قراءات كثيرة ، روجت لها فرق اعلامية مختصة بعد خروج الحكيم من المجلس الأعلى بهدف احداث اهتزازات نفسية في خيارات الجمهور، ففور اعلان الحكيم عن خروجه من المجلس الأعلى بدات ثورة تبدو وكأنها مبيتة! تنبئ بانهيار المجلس الأعلى!
ورغم مراقبة قادة المجلس الاعلى للحراك الذي قاده السيد عمارالحكيم طوال السنوات الثلاث الاخيرة ، والعمل على تهيئته للخروج عما اسسه شهيد المحراب_ الا انهم لم يحركوا ساكنا في اول تلك التحركات مما يجعلهم يتحملون المسؤولية في الانقسام خصوصا وهم من جيل مخضرم.
خطة هيكلة المجلس الأعلى!
اذا ما تابع المراقبون والمحللون السنوات الاخيرة الاربع وما شهدته من قرارات صعبة ومهمة داخل كيان المجلس الأعلى والتي كان يقف على راسها الحكيم ومستشاريه وكان من ابرز الاجراءات المتخذة بهدف هيكلة المجلس الأعلى هو قطع الرواتب عن كوادره ولاكثر من ثلاث سنوات على التوالي واصبح ملاك كل محافظة فقط ثلاثة موظفين (موظف خدمات، موظف مالية، مسؤول ادارة).
وهذا ما يجعل القراءة فيه ان الهدف من وراء ذلك ليست الازمة المالية وانما بهدف مقصود بعينه خصوصا وقد تم خلال تلك السنوات غلق مكاتب الفروع في جميع المحافظات!!
ايران..
في اللحظات الاولى عن اعلان الانقسام شنت القواعد الجماهيرية لتيار الحكمة هجوما ضد ايران رغم ان ايران في جميع القراءات تؤكد ان ايران كانت مساندة لتيار الحكيم وداعمة دعما معنويا وماديا.
الهجوم ضد ايران لم يكن بدون مبرر، وانما كان بهدف محاكاة الشارع وايصال رسالة التقاطع مع ايران وتوجيه اللوم على المجلس الأعلى ما بعد الانقسام. فهل هناك سياسة تتجاهل ايران الحليف الاستراتيجي لكافة المكونات الشيعية في العراق ، ام هي مجرد تمنيات وشعارات لكسب التيار المدني على غرار ما طرحه الجمهور الصدري؟
الهيئة الاقتصادية..
ربما يتفاجئ البعض من عنوان الهيئة الاقتصادية التي تشكلت بامر الحكيم وارتبطت به شخصيا! وما يثير للشكوك اكثر فاكثر هو وقت تشكيل هذه الهيئة حيث تكونت بعد الانتخابات الماضية وبالذات بعد ان تسنم المجلس الأعلى ثلاث وزارات! خصوصا وان الحكيم كان مهاجما لحزب الدعوة في حملاته الانتخابية لامتلاكه هذه المسميات.
وهنا التساؤل: ما الهدف من تلك الهيئة الاقتصادية وتاسيسها بعد استلامه للوزارات؟!
الشباب..
داخليا اثيرت الاسباب لما حصل من تقاطعات هو هذا العنوان(الشباب) هل عارض المخضرمون وجود الشباب في المجلس ام ماذا؟ اعتقد بالتاكيد غير ذلك فالملاحظة التي اثيرت هي نوعية الشباب المختارة لتتسلم مسؤولية قيادة الجمهور، علاوة على الاخلاقيات التي انتهجها اولئك القادة الشباب وصعود مستواهم المادي المفاجئ فضلا عن الابهة التي انعكست على سلوكهم.
واخيرا .. ما الذي انهار بعد خروج الحكيم من المجلس الاعلى؟
مر المجلس الأعلى في ظروف قاسية ايام المعارضة، وبعد سقوط الصنم .. فرحل شهيد المحراب (قده) القائد الأكبر للمجلس وبعده رحل عزيز العراق (رضوان الله)، وانفصلت منه منظمة بدر، لكن بقي المجلس الأعلى محافظا على وجوده..
اما اليوم لم يتغير من المعادلة شيء فتيار الحكمة جمع ضدين (تجمع الامل(الجيل القيادي)، وتنظيمات المجلس الأعلى) وسرعان ما ستتبين تلك المعادلة خلال الأشهر القادمة.
وعلى كل الاحوال .. نامل ان نشهد تنافسا شريفا وان لا يكون ذلك الانفصال حملا ثقيلا على صراعات الساحة العراقية المليئة بالصراعات.
كتبه سعيد عمران
https://telegram.me/buratha
