المقالات

الإستفتاء لعبة برزانية ولكنها كارثة على الشعب الكردي

1459 2017-09-24

خضير العواد 

لقد طرح البرزاني عملية الإستفتاء للخروج من الوضع الحرج الذي هو فيه وخلط الأوضاع حتى تتوجه الساحة الكردية بكل أطيافها مجبرة نتيجة ضغط الشارع الكردي الى عملية تقرير المصير أو تحقيق الحلم الذي يتمناه كل شعب كردستان ، وبالفعل نجح البرزاني بخطته وخلطت الأوراق ودخلت التنظيمات الكردية بدوامة تقرير المصير وتناسى الشعب الكردي منصب رئاسة الإقليم الفارغ دستورياً والمسيطر عليه من قبل البرزاني ، فالظرف الحرج الذي يحيط بالبرزاني أنساه أن الظرف الذي تمر به المنطقة والعراق بشكل خاص قد تغير جذرياً عما كانت عليه قبل سنة ومسألة الإستفتاء مشكلة تركية إيرانية قبل أن تكون عراقية ، فقيام دولة كردية في شمال العراق يعني تفجير قنبلة نووية في المنطقة وأكبر تأثيراتها في جنوب تركيا والشمال الغربي الإيراني ، حيث يسكن في جنوب تركيا أكثر من 20 مليون كردي وفي إيران أكثر من 8 مليون كردي ، فهل يعقل أن تترك تركيا وإيران قنبلة نووية تهدد وجودهم كدول في شمال العراق ؟؟؟ ، وكل المقومات التي تنجح قيام هذه الدولة تسيطر عليها الدولتان الكبيرتان لأنهما يحيطان بكردستان العراق من الشمال والغرب والشرق وأما الجنوب فالعراق بالإضافة الى سوريا وكلتا الدولتان القرار الإيراني يسيطر عليهما ، لهذا فقد وضع البرزاني من أجل مصالحه الشخصية والعائلية الشعب الكردي في تحدي حقيقي بل أمام كارثة كبيرة ، لأن طرح الفكرة بهذا الشكل والتصميم قد أرعب الأتراك والإيرانيين وجعلهم يجلسون على طاولة واحدة ويخططون لمواجهة هذا الخطر الداهم ، على الرغم من الدعم الكبير الذي تلقاه البرزاني من الدول التي لها مصالح في تقسيم العراق وإغراق تركيا وإيران بمشكلة الكرد وهم الإمارات والسعودية والكويت بالإضافة الى إسرائيل وأمريكا سراً ، هذه الدول تساعد بمستويات معينة ولكنها لا تستطيع مساندة قيام دولة كردية في شمال العراق نتيجة الموقع الحساس الذي يحيط بكردستان العراق ، فالضريبة التي سيدفعها الشعب الكردي باهضة الثمن بسبب الآنانية البرزانية ومصالحهم الشخصية ، فمسألة الإستفتاء هي بحق لعبة برزانية ولكنها كارثة ستحط على الشعب الكردي. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك