ماشاهدناه من إصرار لدى القيادة الكردية وخصوصا مسعود البرزاني من إجراء اﻹستفتاء هو نتيجة لفهمهم وتحليلهم لكيفية إدارة العبادي للدولة والطريقة الهادئة والسلمية التي ينتهجها في تعاطيه مع الملفات المطروحة . مما أوجد تصورا لدى القيادة الكردية أن العبادي سيكون هو صمام اﻷمان لهم في عدم إجتياح الجيوش التركية أو اﻹيرانية وذلك خوفا على سيادة العراق وعدم انتهاكها من قبل المحيط اﻹقليمي بﻹضافة إلى اطمئنانهم إلى عدم تحريكه للقوات المسلحة العراقية بكافة مسمياتها ﻻسيما الحشد الشعبي ومهاجمة كردستان .كما وأنه سوف لن يتخذ أي إجراءات صارمة أو تصعيدية ضدهم. بل سيكون نهجه تسامحيا أو تفاوضيا .
كل ذلك دعاهم الى الركون لهذه المعطيات والمضي قدما في عملية اﻹستفتاء والتي اعتبروها فرصة تاريخية ﻻتعوض يجب عليهم استثمارها. ولكن ماﻻيحسبوه أو يسبروا غوره هو الفخ الذي أوقعهم فيه العبادي . وذلك بلف سلسلة من اﻹجراءات حول رقابهم مستفيدا من عﻻقاته الدولية ومقبوليته ليحاصر اﻹقليم ويسلبه بالحد اﻷدنى نصف الامتيازات التي حصلوا عليها خﻻل اﻷربعة عشر سنة الماضية . كما وسيرغمهم ان يأتوه طائعين متوسلين ومتسولين. متنازلين بذلك عن كل كبريائهم وشموخهم وأنفتهم المعهودة ليرفع عنهم ماأصابهم من جوع وهوان وذل وحصار .
وكما قلت سيخسرون كافة المكاسب التي حققوها سابقا . علما إم الخاسر اﻷكبر من توريطهم بهذه المجازفة الغير محسوبة استراتيجيا هي إسرائيل ومخططاتها البعيدة المدى التي تصورتها من خﻻل إنشاء إسرائيل ثانية هنا .
أبو علي أسعد
https://telegram.me/buratha
