المقالات

عندما قتل الجهل الإمام الحسين.. قديما وحديثا

2572 2017-09-29

 

ينقل لنا المؤرخون موقفين ثانويين, في حادثتين مهمتين, لهما كبير الأثر في فهم الحدث, من حيث أسبابه وما نتج عنه وما أحاط به من ظروف. 

فقد نقل في الأولى, أن بعضا من اتباع معاوية أبن أبي سفيان, عندما وصلهم خبر, شهادة الإمام علي ابن أبي طالب, عليه وأله أفضل الصلاة, في المحراب أثناء صلاته, قولهم متعجبين" أو كان علي يصلي؟!". 

في حادثة ثانية, تتعلق بالثورة الحسينية, وما رافقها من أحداث جسام, ومواقف تستعصي أحيانا على قدرة البشر.. يسب أحدهم عياله, متصورا أنهم من الكفار.. أو يطلب أحدهم منحه, إحدى بناته, لتكون خادمة عنده, معتقدا أنها من أسرى الروم أو الترك؟! 

توضح لنا تلك المواقف, وغيرها كثير.. أن التجهيل المتعمد, والتعتيم الإعلام على الأمة, دوما كان أداة ناجحة بيد الطغاة والمتسلطين, لتثبيت حكمهم, وكسب تأييد عامة الناس, من خلال رسم صورة كاذبة, يمكن أقناعهم بها, بشكل أو بأخر. 

خداع الرأي العام, ليست عملية سهلة, فهي تتطلب شخصيات وأدوات محترفة ومتمكنة, تقبل بيع عقيدتها وإنسانيتها, وشرفها المهني, مقابل المال أو الجاه والمنصب.. وتمويل ضخم, يمكن أن يشتري الذمم, ويشغل العقول عن التفكير, ويجعلها تكذب حتى نفسها, متنعمة بخير الحاكم , وما يدفعه لها, من رشوة مبطنة بأسم التكريم والهدايا. 

الحسين لم يكن شخصا, يمكن تغييبه بسهولة, فهو أبن بنت النبي, وهو صحابي جليل في الأقل.. وقال جده فيه وفي عظم قدره, من الأحاديث ما لا يحصى, ولا يتيح إخفاء شخصه أو مكانته.. ومع ذلك, نجح الحاكم, في خداع جمهوره, الذي كان بدوره مستعدا, لغسل دماغه جماعيا, بجهله وعدم رغبته بالمعرفة, وتمتعه بالمال دون معرفة مصدره, وببحبوحة العيش الرغيد.. كل ذلك خلال خمسين عام من التجهيل المستمر. 

الموقف يتكرر, والدور نفسه, يلعبه بعض القادة والحكام الآن, تغيير وإعادة تفسير للحقائق, وجمهور مستعد مسبقا ليتم خداعه.. فيهيج مع من يريدون الحرب والدمار, ويكره من يتحدث بالتعقل والحكمة والوسطية, أو العكس.. دون أن يعرف أي الموقفين, هو الأفضل للقضية. 

صحيح أن يزيد قتل الإمام الحسين, عليه وأله افضل الصلوات, لمعرفته الكاملة, بأنه أحق منه بالخلافة, لكن جهل الأمة, كان الأداة التي نفذت بها هذه الجريمة. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك