كل الأنظار كانت متوجه نحو المرجعية الدينية العليا لقول كلمة الفصل بما جرى من استفتاء في كردستان مقدمة للانفصال عن العراق وإقامة دولة كردية في شمال العراق .
وفي خطبة الجمعة قالت المرجعية الدينية كلمتها على لسان ممثلها السيد أحمد الصافي في الصحن الحسيني ، بأن المرجعية الدينية تحذر من تداعيات إقامة الدولة الكردية في شمال العراق . وقد يسأل البعض ، لماذا ؟
والجواب على ذلك " لأنها مخالفة دستورية ، وقد دعت المرجعية الدينية الى الاحتكام الى الدستور وتطبيق مواده القانونية ، وإذا كان خلاف بهذا الشأن الذهاب الى المحكمة الدستورية والالتزام بما تقرره المحكمة .
إن اقامة دولة كردية في شمال العراق تحمل النزعة التوسعية بضم الكثيرة من الأراضي غير التابعة لها ، مما يؤدي الى صراعات دموية لا محال لها تستنزف قدرات البلد وتزهق أرواح الأبرياء من أبناء هذا البلد .
إن إقامة دولة كردية في شمال العراق سيجعلها تسيطر على منابع مياه دجلة ، وهذا يؤثر بشكل سلبي على المحافظات الأخرى ، ويؤدي ذلك الى حروب مستقبلية .
إن إقامة من مثل هذه الدولة سيشجع بقية المكونات على الانفصال عن المركز وخاصة المحافظات السنية وبهذا تكون السيطرة على منابع نهر الفرات ووضع المحافظات الجنوبية في موقف محرج .وإدخال البلد في حروب طائفية لتحديد إدارة بعض المراقد الدينية .
إن ما يخوف من إقامة دولة كردية في شمال العراق هو وضع موطن قدم لإسرائيل لبناء قواعد عسكرية للتهديد الدول المجاورة والتجسس عليها ، وبهذا تجعل المنطقة في صراعات مستمرة وحروب دائمة للتمدد على حدود الدول الأخرى .
ان إقامة دولة كردية في شمال العراق سيدفع الأتراك للمطالبة بالموصل حسب اتفاقية لوزان ، ويدفع الأتراك الى الدفاع عن التركمان وبهذا ستنشب صراعات مستمرة بين الأكراد والأتراك . وان تلك الصراعات والحروب قد تدفع مجلس الامن الدولي الى إعلان الوصايا على العراق .
إن هذه الدولة ستكون بؤرة للتوتر في العلاقات الدولية وذريعة للتدخل القوى العالمية في المنطقة مما يجعلها منطقة صراعات عالمية وإقليمية تؤثر بشكل كبير على استقرار العراق .
وبذلك قالت المرجعية الدينية العليا كلمة الفصل بهذا الموضوع لتنهي جميع الأقاويل ولتسكت تلك الأصوات النشاز .
الكاتب والإعلامي / الحاج هادي العكيلي
https://telegram.me/buratha