المقالات

الشيخ جلال الدين الصغير يروي ما حصل مع خطيب المنبر الحسيني الشيخ زمان الحسناوي بعد فقد اخيه رصوان الله تعالى عليه

9574 2017-10-22

:في العام الماضي واثناء سيرنا الى زيارة ابي عبد الله عليه السلام من طريق النجف مررنا بحسينية الاخ العزيز والحبيب سماحة الشيخ زمان الحسناوي رعاه الله وادامه وقد استقبلنا شاب يتوقد حماسا وتفيض منه مشاعر اللهفة بالزوار والحرص على خدمة الحسين عليه السلام، كان هذا الشاب هو المرحوم محمد الحسناوي الاخ الاصغر للشيخ زمان الذي غادرنا قبل ثلاثة ايام ليعانق الحسين عليه السلام اثناء عمله في تهيئة الحسينية لاستقبال الزوار.

حين سمعت الخبر وصعقت له استوقفني موقفه وموقف سماحة الشيخ الحسناوي، اما موقف المرحوم محمد فلا شك ان ما اماته هو الاجل المحتوم الذي يطرق الباب دون استئذان وهو اجل لا يتقدم لحظة ولا يتاخر اخرى، وليس ذلك بغريب فهذه سنة الله جل وعلا في خلقه، ولكن ان ياتيه الاجل وهو في حال خدمة زوار الحسين عليه السلام فهو مما يستدعي الغبطة ولذلك رددت بكل كياني هنيئا لك يا محمد رحلتك الى الحسين عليه السلام، وهنيئاً لك مقبوليتك عند الحسين عليه السلام.

وحقيقة لم استغرب موقف سماحة الشيخ زمان حفظه الله حينما يقدم الدمعة على الحسين والعزاء على الحسين عليه السلام على الدمعة على اخيه الاثير  في قلبه، رغم ان هذا الموقف مما تخشع له القلوب وتنبهر له الافئدة وتفغر له الافواه فمن ذا الذي يموت حبيبه ويبلغ بموته قبل دقائق قليلة جدا من ارتقائه المنبر الحسيني، فيلجم دمعته، ويكتم حزنه ليقدم الحزن على الحسين عليه السلام على الحزن على اخيه واي اخ كان؟ قد تكون الكلمات سهلة وقد يتمكن الانسان ان يدعي انه يقدم كل شيء للحسين بابي وامي ولكن شتان بين من يتكلم وبين من يعمل بلا كلام وفي وقت تضطرم فيه العواطف واي عواطف هذه التي يمكن لها ان تعلو على طغيان انفعال فراق الاخ الحبيب… اقول لم استغرب ذلك ان يصدر من سماحة الشيخ زمان لاني اعرف طبيعة غيرته على ائمته عليهم السلام وعقيدتهم ومدرستهم وشيعتهم، وهي الغيرة التي رقت به الى مصاف القلة الذين لم يحابوا منحرفا ولم يجاملوا متهتكاً ولم تاخذهم في الله لومة لائم.

وما بين محمد الراحل الى الحسين عليه السلام وزمان الخادم للحسين بابي وامي وجدت اباهم في موقف لا يمتلك المرء امامه الا ان ينظر اليه بخشوع قلب حينما ياتيك مستبشرا بموت ابنه الذي كان معه اثناء الحادث المؤلم لانه  هب الى الحسين عليه السلام ولبى دعوة قتيل العبرات، لا يجدر الحديث عن الصبر امام هذا الرجل الذي رايته يوم امس في مجلس الفاتحة في النجف الاشرف، لان الرجل تجاوز الصبر وذهب الى مقام المستبشرين برزيتهم لان هذه الرزية سجلت باسم الحسين عليه السلام وفي ديوان خدمة الحسين عليه السلام… 

واقعا الكلمات اعجز من ان تقف لتعبر عن المشاعر التي تعصف بقلب الانسان وهو يرى هذه العائلة الذائبة في الحسين عليه السلام والمخلصة لزواره … وان كان لا بد من كلمة فاقولها لاخي وعزيزي الشيخ زمان لطالما قرات على مسامعنا قول الشاعر وهو يخاطب العترة المطهرة صلوات الله عليهم:

انست رزيتكم رزايانا التي … سلفت وهونت الرزايا الاتية

وها انت ووالدك واخوتك تجعلون من مصابكم مصداقا حيا لما تحدث به الشاعر…

يبقى علي ان اشير الى ان سماحة الشيخ زمان قال لي يوم امس عند انتهاء مجلس الفاتحة: تبين الراية التي ارسلتها لي لم تكن لي وانما كانت لمحمد، فقد كفنته بها، وقصتها ان سماحة حجة الاسلام والمسلمين سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي سبق له ان اهداني الراية الحمراء التي تعلو القبة المشرفة للامام ابي عبد الله عليه السلام، وكنت قد اضمرت في نفسي ان اجعلها كفنا لي، غير اني وجدت قبل سنة ان عزيزنا كان يتحرق على مثل هذه الراية فقلت له ستكون عندك في يوم غد وبالفعل ارسلتها اليه فاعظم استقبالها، ولكن حينما جاء داعي الموت الى العزيز محمد وجد ان الاليق بها هو محمد فكفنه بها واضحت مع بدنه تحت التراب، وقد تبين اننا كنا وسائط كي تصل الامانة الى محمد فهو الذي اختصه الله واستثنانا، رضوان الله عليك يا ايها الحسناوي الحسيني وهنيئا لك وفادتك على الحسين صلوات الله عليه

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك