المقالات

الدكتاتورية عندما تتغابى من أجل تحقيق مصالحها الشخصية (البرزاني مثلا)

1530 2017-10-28

خضير العواد 

لقد وقع البرزاني في شر أعماله عندما اصرَّ على موضوع الاستفتاء ، وأدار بوجهه لجميع النصائح والآراء والمواقف التي طرحت عليه من أجل إلغاء أو توقف مشروع الاستقلال الذي يبدأ بموضوع الاستفتاء ، وقد أجمعت جميع هذه المواقف الناصحة على أن الظرف لا يسمح بأجراء هذه الخطوة ، ولكن البرزاني لم يفكر للحظة بالتأثيرات السلبية التي تتبع إجراء الاستفتاء ، لأنه كان مشغولاً بموضوع رئاسة الإقليم وكيفية المحافظة عليه ، وإجراء الاستفتاء سوف يشغل الساحة الكردية ويبعدها عن مشكلة رئاسة الإقليم بل سوف يصبح البرزاني البطل القومي الذي لايمكن الاستغناء عنه وبهذا سوف يضرب عصفورين بحجر واحدة رئاسة الإقليم والزعيم الأوحد الذي حقق الحلم الكردي بإنشاء دولة كردستان ، ولم يكن الأمر عفوياً لطرح فكرة الاستفتاء أو تحصيل حاصل بل كان مخططاً مدروساً ويحضر له من سنة 2003 ومن قبل جميع المجاميع الكردية ، ولكن تحديد هذه الفترة للإعلان جاء من قبل دول الخليج التي تريد تشغل الأتراك وإيران بالمشكلة الكردية وكذلك إسرائيل التي تريد أن ضرب إيران من الداخل بالكرد بالإضافة الى الاقتراب من الحدود الإيرانية وزرع قواعدها في كردستان العراق اي عمل جولان جديدة بالطبعة الكردية ، وضعف الحكومة المركزية وتشرذم القيادات صاحبة القرار في بغداد وراء مصالحها ومنافعها الشخصية ، كل هذا دفع البرزاني الى تلقف هذا الدعم وكأنه سترة النجاة الذي سينقذه من مشكلة رئاسة الإقليم بل سيجعله الزعيم الأوحد للكرد الذي خلق الدولة الكردية من العدم ، ولم يفكر البرزاني بالعواقب الوخيمة لهذه الخطوة الخطيرة على الشعب الكردي إذا لم تتقبله الدول صاحبة القرار في هذا الموضوع الحساس تركيا وإيران ، وهذه العواقب لا تريد محلل سياسي أو خبير إستراتيجي أو مخضرم سياسي يتنبأ بمواقف الجارتين إيران وتركيا عندما يطرح موضوع الإستفتاء نتيجة الأعداد الكبير للكرد في تلك الدولتين ، فتغابى البرزاني وصم أُذنيه وأغمض عينيه ووضع عقله جانباً وكأنه لم يعرف جغرافية المنطقة ومن يحد كردستان من الشرق والشمال والغرب والجنوب ، وكأن مجرد القيام بالاستفتاء بعد دفع الشعب الكردي الى صناديق الاستفتاء وملئها بكلمة نعم تكفي للخطوة الثانية وهو إعلان الدولة وإذا هناك بعض الإشكالات مع بعض الجهات تحل بالحوار وكأن الموضوع على كم بئر نفط أو صفقات تجارية أو مناصب حكومية ؟؟؟؟ ، فمصالحه الشخصية جعلته يتغابى ولم يعي أن مجرد القيام بالاستفتاء كأنه قنبلة ذرية لا يعلم أحد متى ستنفجر في المنطقة ، لهذا فأن الدول المعنية بمخاطر الدولة الكردية سوف تعاقب شعب كردستان من خلال أبسط ردود الفعل وهي غلق الحدود الأرضية وكذلك الجوية عندها سيدفع الثمن هذا الشعب المغلوب على أمره نتيجة أفعال وأعمال دكتاتور تغابى من أجل تحقيق مصالحه الشخصية . 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك