المقالات

فشل الخيارات الامريكية... ورقة القدس نموذج

1710 2017-12-26

عبد الخالق الفلاح

 

استهتار الولايات المتحدة بالشرعية الدولية في في قرار ترامب الاخير حول القدس كعاصمة للكيان الاسرائلي اعتبر نقلة نوعية رغم الخيار الفاشل و يشكل ذلك من "إجحاف وتنكر للحق الفلسطيني والعربي الثابت في مدينتهم المقدسة، وتجاهل لمشاعر أكثر من مليار ونصف المليار مسلم، وملايين المسيحيين العرب". و أنذرت بانهيار الروادع الدولية، وفقدان أي أهمية للاتفاقات والمواثيق التي تتعلق بالعلاقات بين الشعوب والأمم، ووضعت السياسة الأميركية في مواجهة العالم ككل، كسياسة أنانية ورعناء، ما أوصلها إلى طريق مسدودة، وكذلك ازدياد مساحة النضال العالمي الشعبي الرسمي والذي بات يستهدف عددا من مقومات المنظومة الراسمالية العاليمة , واستطاع ان يكره العالم على مراجعة حساباته؛ ليس تجاه دور الأمم المتحدة ومجلس الأمن فقط، ولكن تجاه الحلفاء الأوروبيين أيضاً، فقد بدا برفض اي دور لها في القضايا التي كانت حكرا علىها كقضية فلسطين و الانجرار وراء الاستفزازات أو اتخاذ خطوات أحادية قد تؤدي إلى انقسام العالم بعد تهديد الدول التي توافق على القرار الذي طرح في الامم المتحدة بشأن القدس باعادة النظر في المساعدات التي تقدمها لهم ، وتبنتْ رفضُ اعترافَ الرئيسِ الاميركي دونالد ترامب بالقدس عاصمةً لكيانِ الاحتلال الاسرائيلي ,وحظي القرار بتاييد مئةٍ وثمانيةٍ وعشرين دولةً ورفضته تسعُ دولٍ. مما يعني إبطال أي شرعية للقرار الامريكي، وتؤكد حق الشعب الفلسطيني في أرضه المحتلة، وعاصمتها القدس الشريف". ويمثل الامتناع عن اتخاذ أية خطوات أو إجراءات من شأنها أن تمثل اعترافا علنيا أو ضمنيا بضم إسرائيل للقدس التي تعد جزءا لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1967. كما إن الفيتو الأمريكي بمجلس الأمن الدولي، ضد مشروع قرار بشأن إعلان ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، هو ضد الإجماع الدولي، ومخالف لقرارات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن، ويمثل انحيازًا كاملًا للاحتلال والعدوان 

والذي يوافق القول إن السياسة الأميركية اتسمت بالتسرع والعنصرية التاريخية إن صحت العبارة بعد قرار دونالد ترامب التصعيدي، ونجحت الدول إلى صيغة جماعية بالوقوف بوجه التحديات، جنباً إلى جنب في التعاطي مع القدس و غرق امريكا في رمال الشرق الاوسط و انهيار عملية السلام التي كانت تشرف عليها كوسيط . كذلك أن التحركات الطائشة للولايات المتحدة لاستعادة الهيبة الأمريكية عالميا والدعاء بالقضاء على ما يسمى بقواعد الإرهاب انتهت و التي كانت لها آثار مدمرة على الوضع الاقتصادي في الولايات المتحدة خلال السنوات الاخيرة . 

ومن خلال كل هذه الارهاصات العالمية بدت ملامح تغير نسبي ضد الولايات المتحدة، لضرورة الاستعداد لمرحلة جديدة من “توازن القوى” في الشرق الأوسط والعالم، فتنامي قوة المقاومة في لبنان بيد حزب الله وفي فلسطين بيد حماس وظهور ايران كقوة فاعلة محتملة بشكل متسارع كل ذلك ساعد على تهميش الولايات المتحدة التي لازالت عاجزة عن الفهم، أو تقديم مبادرات متوازنة تحل المشاكل بعيدة المدى ولا تتركز فقط على المشاكل الآنية، بحيث يبدو أن أميركا ستغادر المنطقة مجبرة من دون أن تستوعب الدرس. وكل المقاييس التي يعتمد عليها خبراء الإستراتيجيا تشير إلى أنّ الولايات المتحدة الأمريكية مقبلة على سقوط حضاري وسياسي ممّا يمهّد لبروز قوى أخرى, وهذه المقاييس في غاية الدقّة وإلى مؤشرّات تاريخية وقد بدأت النهضة وكل المؤشرّات الواقعيّة والتاريخيّة مردفة بالإجماع الشعبي العربي والإسلامي والبشري المناهض للسياسة الأمريكية القائمة على نظام مختّل يخدم طرفا واحدا 

عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك