المقالات

الفلسطينيون لن يحرروا فلسطين حتى يجدوا الطريق المؤدي الى ذلك

3019 2017-12-26

 

القضية الفلسطينية تأكل نفسها نتيجة اعتمادها على الحكومات التي تريد القضاء عليها والتخلص منها ، فلم يبقى من القضية الفلسطينية إلا مادة إعلامية تطرحها وسائل الإعلام لكي تمتص بما يسمى غضب الشارع ، وحتى هذا الغضب لم يكن بمستوى قضية القدس بل كان هزيل في خروجه وضعيف في هتافاته ، وكأنه رفع راية الاستسلام ورضخ لمؤامرات الحكومات العربية وإعلامها المدمر للقضية الفلسطينية ، والشارع العربي لا يُلام على موقفه وهو يتابع أغلب التنظيمات الفلسطينية ومنها حماس لم تغير من استراتيجيتها في مقاومة العدو الصهيوني ، بل بقت هذه التنظيمات على علاقات وطيدة مع الدول العربية التي تمتلك علاقات سرية وعلنية مع الكيان الصهيوني ، وهذا البقاء قد يكون بدافع مادي أو يكون بدافع طائفي وكلا السببين لن يقدما شيء للقضية الفلسطينية بل اضعفاها وجعلاها قضية تتجه الى نقطة النهاية ، فمحمود عباس لا يتحرك أو يتخذ اي موقف الا بموافقة السعودية ومصر وكذلك حماس وهاتين الدولتين يصرحا ليل نهار بالمصالح المشتركة مع الكيان الصهيوني ويجب المحافظة عليها بل يجب مقاتلة كل من يهددها ، وحتى قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة الأخير حبر على ورق إلا إذا أستغله الفلسطينيون في رفع القضايا في المحافل الدولية ضد الكيان الصهيوني ، وهذا لا يتم لان الداعمين الرئيسيين للتنظيمات الفلسطينية لن يوافقا على أي تحرك ضد الكيان الصهيوني ، وبذلك فأن القضية الفلسطينية سوف تسلك طريق النهاية الذي رسمه الأمريكان لها إلا إذا غيرت التنظيمات الفلسطينية إستراتيجيتها وسحبت نفسها من التبعية المادية والطائفية ، وجعلت هدفها ومن يدعمها في تحقيقه أولا بدون النظر للمنافع الشخصية والحزبية أو الدوافع الطائفية ، أي ترك الطريق الذي عبَّدَه الأمريكان والكيان الصهيوني والدول العربية الذي يؤدي الى بناء دولة يهودية بكل للمعنى من كلمة مع قطع من الأراضي الصغيرة المتقطعة يسكنها الفلسطينيون تحت مظلة الحكم الذاتي ، واختيار الطريق الذي عبَّدَه خط المقاومة المتمثلة بحزب الله وسوريا وإيران بالإضافة الى بعض التنظيمات العراقية الذي يؤدي الى تحرير فلسطين كاملة ، فالطريق الأول وجد لإنهاء القضية الفلسطينية والقضاء عليها والطريق الثاني ولد لينهي الكيان الصهيوني ويرجع القدس الى قداستها ومكانتها المتميزة لدى جميع الأديان ، والفلسطينيون لن يحققوا أهدافهم حتى يختاروا الطريق الذي يؤدي الى تحقيق ذلك الهدف . 

خضير العواد 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك