لقد اقلقت أحداث إيران جميع الأحرار في العالم لما تحمل من معاني وعناوين قد أربكت الساحة الإقليمية والعالمية ، فإيران اصبحت القوى العظمى الإقليمية المتصدية لجميع المخططات الأمريكية الصهيونية الوهابية في منطقة الشرق الأوسط ، وكذلك اصبحت إيران الداعم الأول في العالم لتنامي القوة الروسية على المستوى العالمية كقوى عظمى تنافس القوة الأمريكية بعد أن كادت هذه القوة أن تنتهي وتزول الى الأبد ،
فدولة بهذه المواصفات والمميزات عندما تتعرض الى هكذا أحداث أكيد سوف تربك الساحة الدولية قبل الإقليمية وتقلق جميع من ينتظر منها المساعدة والدعم المادي والمعنوي والعسكري والإعلامي بالإضافة الى السياسي ، علماً أن الجميع يعلم بعالمية المؤامرة التي دعمت هذه الأحداث وأرادت منها أن تكون الشرارة التي تحرق بها الدولة التي هزت كبرياء أكبر قوى بالعالم وأسقطت جميع مخططاتهم الشيطانية المدعومة مادياً وعسكرياً بمليارات الدولارات وماكينة إعلامية رهيبة التي أرادت أن تغير جميع القوى الشريفة في المنطقة وتجعل من الكيان الصهيوني والوهابية السعودية القوى الوحيدة التي تسيطر على ثروات وقرارات شعوب المنطقة ،
ولكن هذه المؤامرة استندت على بعض المشاكل التي يعاني منها المواطن الإيراني كغلاء المعيشة وارتفاع بعض السلع الاستهلاكية والمحروقات بالإضافة الى إفلاس بعض البنوك الاستثمارية ، فهذه المشاكل يجب أن يقضى عليها بالرغم من الوضع الاقتصادي العالمي وأسعار النفط الغير مستقرة ، فمن حق المواطن الإيراني على حكومته ان تقدم له الخدمات والتسهيلات مع الحفاظ على ثرواته وممتلكاته وأن تعطي الأولوية لحل مشاكل الشعب وملاحقة اي جهة تريد سرقته او الإضرار بحقوقه أو مكاسبه ،
لهذا فخروج الشعب بالمطالبة بحقوقه فهذا حق محترم ويجب أن يدعم من الجميع ، ولكن يجب ان لا تستغل هذه المظاهرات من أعداء الشعب في توجيهها وقيادتها من أجل نشر الفوضى وتدمير البنية التحتية وتحطيم كل منجزات الشعب التي أرعبت أعداء هذا الشعب وجميع الشعوب المستضعفة ، فهذه الأحداث على الرغم من صغرها نوعاً وكماً ولكنها هزت المعمورة لما تمثل إيران من عنوان كبيروخطير في العالم ، فالمعسكر الأمريكي الصهيوني الوهابي شمَّر عن ساعديه إعلامياً وسياسياً وعرض المساعدات المالية للمتظاهرين وذهبت أمريكا مهرولة الى مجلس الأمن حتى تفرض عقوبات جديدة على الحكومة الإيرانية بأي طريقة كانت ، لأنهم يعتبرون هذه الأحداث فرصة ذهبية لضرب إيران من الداخل بعد أن عملوا المستحيل لضربها من الخارج ولكن كل خططهم ومؤامراتهم العسكرية والسياسية والإعلامية قد فشلت ،
وأما أحرار العالم فقد صُعِقوا عندما سمعوا بهذه الأحداث لأن إيران تعتبر بالنسبة لهم المصدر الوحيد الذي يدعمهم ويقف بجانبهم ويسهل طريق نضالهم لتحقيق كل أهدافهم ، بعد أن تركتهم جميع حكومات الشرق الأوسط والعالم ضعاف يتلفتون يبحثون عن معين يقذف لهم حبل النجاة والمساعدة بعد ان سيطر المثلث الأمريكي الصهيوني الوهابي على حكومات المنطقة ، فكانت أحداث إيران بحق زلزال هز العالم بأسره .
https://telegram.me/buratha