المقالات

العراقيون والحدث, بين التفاعل والفعل.. ورد الفعل

1617 2018-02-16

بالرغم من حداثة تجربتنا, فلم يمر عليها أكثر من بضعة سنوات, بما تضمنته من حرية تعبير, وممارسات ديمقراطية, لكنها بأي حال من الأحوال لا يمكن القول أننا نعيش الديمقراطية.. لكننا نسير صوبها أكيدا, إن نجحنا في الحفاظ على التجربة والعمل على تقويمها. 

خلال السنوات القليلة الماضية, بل وحتى ما سبقها, مرت أحداث كبيرة, كادت تزلزل الأرض تحتنا, وتطيح بنا وببلدنا نحو ظلمات ودروب لا تعرف نهايتها, وفي كل تلك الأحداث, إما كنا متفرجين, أو في أحسن الأحوال كان لنا دور, متفاعل مع الحدث, فنحن من يتضرر منه غالبا.. فمتى نصبح صناعا للحدث؟! 

يقال أن للحدث صانعين, وهم من يضعون الخطط لتنفيذه, ولديهم غايات وأهداف محددة منه, وهناك متفاعلين مع الحدث, وهم من يحاول الإستفادة من الحدث, ولا يهمهم هدف الحدث, بل ولا يعرفونه أصلا, فهم طفيليون إنتهازيون.. ولنا في كثير من ساستنا نموذج واضح لهذه الطبقة. 

هناك أيضا طبقة لها رد فعل تجاه الحدث, وهي تنفذ الحدث, أو ينفذ بها.., رغم أنها لا تعرف الهدف من الحدث, كما أراد له صانعوه, نتيجة لسذاجتها أو قلة خبرتها, أو لمهارة وإحتراف صناع الحدث.. أو لكليهما معا. 

أن تكون صانعا للحدث كشعب, يعني كما حصل عند إستجابة الشعب لفتوى المرجعية بالجهاد الكفائي, وغير وضع العراق والإقليم برمته, وأفشل مخطط داعش وما يرافقه, أو أن تخرج بمظاهرات سلمية , أو تنظم حملات مجتمعية, تؤدي لإستقالة الحكومة. محلية كانت أو وطنية.. أو في الأقل تدفعها لإقالة مسؤولين فاسدين أو فاشلين. 

أن تكون لك رد فعل نحو الحدث, هو بان تستجيب لقيام الحكومة برفع أسعار الكهرباء بالتظاهر لفترة ما, وتنتهي التظاهرات إلى لا شيء.. وتنفذ الحكومة ما أرادته رغما عنك؟! 

صناع الحدث, يخططون ويحددون أهدافهم ويطلقون شرارته.. والمتفاعلون يستفيدون منه.. أما أصحاب رد الفعل أمثالنا, فما عليهم إلا أن يسددوا ثمنه, ويتحملون نتائجه كاملة. 

هل سننجح يوما في أن ننتقل من صف دافعي ثمن الحدث, إلى صف صانعيه؟ 

ربما يمكننا ذلك وبكل سهولة, لكن ليس قريبا جدا.. فصناع حدثنا لا يريدون لنا هذا الدور. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك