قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
دعوني أستذكر معكم؛ بعضا من الملامح الأيجابية، لمسيرة السنوات الفائتة، فليس كل الزمن الذي مضى زمنا سيئا..!
المحتل الأمريكي خرج من العراق رسميا، وذلك في أواخر عام 2011، إلا أنه شأن جميع الإحتلالات الأخرى، وفي أي مكان بالعالم، ترك آثاره وذيوله على الساحة العراقية، إذ ما نزال نلمس هنا وهناك تاثيراته وآثاره..
الحقيقة التي يعرفها الأمريكان، أننا نجحنا نجاحا تراكميا، في ترسيخ قيم الديمقراطية في بلدنا، وأنجزنا إنشاء بنية الديمقراطية المؤسسية، في ظروف بالغة التعقيد، فبلدنا "كان" محتلا من قبلهم، ومع ذلك رسمنا طريقا خاصا بنا، رغم وجود جيوشهم التي تعد أكبر قوة في العالم.
هذه حقيقة باتة؛ أقر بها في حينها مفكري دولة الإحتلال وكتابها المرموقين، ومنهم المحلل الاميركي توني كارون في مقال نشره في صحيفة "ذي ناشيونال" الاميركية، إذ كتب "أن قرار الانسحاب يعد انتصارا للديمقراطية العراقية، التي أجبرت واشنطن على احترام قراراتها".
لم نخضع في بناء ديمقراطيتنا لإشتراطات الإحتلال ووجوده، بل على العكس من ذلك؛ كان وجود قوات الأحتلال على صدورنا، دافعا لنا لأن نخرجه بديمقراطيتنا، إضافة الى وسائلنا المشروعة الأخرى التي خبرها، والتي سنستأنفها حتما إذا دعت الضرورة الى ذلك، حيث مارسناها بكل شرف وعناد وإصرار..وكان شعبنا المثال الأوحد في العالم ،الذي يبني تجربته الديمقراطية، غير عابيء بجثوم القوات الأجنبية المحتلة على أنفاسه..
لقد كانت المحصلة المشرفة؛ في تجربتنا السياسية منذ 2003 والغاية اليوم، أننا بالديمقراطية أولا هزمنا الإحتلال كأناس حضاريين، وأثبتنا أننا معلمي البشرية الأوائل، وبوسائلنا العملية الأخرى أخرجناه حينما تلكأ بالخروج، لنثبت أننا نستطيع أن نحمي كرامتنا..
نحن الآن نستعد لخوض ممارسة ديمقراطية جديدة، هي صناعة نسخة جديدة من الدولة العراقية، نسخة تنطوي على مفهوم التغيير والتجديد، والتخلص من الأدران والفاشلين..
ومثلما وقف العالم معجبا بصبرنا على نزيفنا المستمر، سيكون درسنا الديمقراطي الجديد محل حفاوته وتقديره، وقيد التعلم من قبل باقي الشعوب..
إذا كانت الديمقراطية العراقية؛ قد هزمت آخر قوة عظمى، فبالتأكيد ستهزم الفاسدين والمفسدين، وتجعلهم يخرجون من حياتنا، بل ومن ذاكرتنا ايضا، عراة لا يستر عوراتهم شيء، فحتى آخر ورقة توت سننتزعها منهم، لأنه توتنا وليس توتهم..!
كلام قبل السلام: إذا لم نجد شيئاً في الحياة نموت من أجله، فإنه أغلب الظن أننا لن نجد شيئاً نعيش من أجله..!
سلام...
https://telegram.me/buratha