على رغم أن فترة الخطوبة هي أهم مرحلة في مراحل الحياة الزوجية، إلا أننا لا نوليها الاهتمام المطلوب. حتى إننا ننظر اليها على انها فترة وردية رومانسية, أو إنها فترة توتر تسبق الزواج لابد منها, ونعتقد ان كل المشاكل التي تظهر في تلك الفترة هي أمور طبيعية وتحدث عند كل ألعائلات وبالتالي يجب التغاضي عنها بهدف إتمام الزواج, وبعد الزواج يبدأ الطرفان في اكتشاف نتائج هذا الإهمال لهذه الفترة.
نحن نعرف ان الزواج يتم في ثلاث خطوات رئيسية هي الخطوبة ، عقد القران ، ثم الزفاف وكذلك عملية الانتخابات تتم في ثلاث مراحل هي الترشيح ، الترويج ، ثم التصويت . والهدف من الترويج هو إعلان رسمي عن برنامج المرشح ، وهنا يظهر المرشح بأنه فارس أحلام العراقيين يستطيع ان يقول لفانوسه السحرية ان يلبي جميع مطالب ناخبيه من تعيينات وتوفير خدمات وبناء مدارس وخدمات ما بعد البيع مجانا وسلفة 100 راتب دون فؤائد وزواج غير المتزوجين بأجنبيات حسب الطلب لتحسين النسل والسماح بتعدد الزوجات الى حد 10 زوجات ، ودفع المظالم للمطلوب صلاة وصوم ، وقد تصل الامور الى أن يعبر الناخبين على الصراط ، كل ذلك نجده عند المرشحين في فترة الترويج ، والهدف من ذلك كسب صوت المواطن بغض النظر عن الطريقة التي يتم فيها الترويج .
من منا لا يعرف أن الانتخابات محسومة وأن أجريت وبذلت المليارات من الدنانير ، فكل حزب يعرف جيدا ما قد يحققه من مقاعد في مجلس النواب القادم ، وحتى اسماء الفائزين الذين سوف يكونوا في البرلمان القادم .
ربما سنكتشف ما هو أخطر وأعمق من ذلك ، وربما هذا ما لا اريد أن اصله ، أريد أن أغمض عيوني بإرادتي وأنتخب الذي أجده كفؤء ونزيه ليكون ممثلي ، ولكن ما يحدث عادة أنها أغماضة عين مؤقتة لأجد الفاسد والفاشل والمزور قد فاز في الانتخابات .
أننا نريد من المرشح ان يكون ناجحا خلال فترة الترويج عليه بالصراحة ، وأن يكون على طبيعته بلا رتوش أو محاولة تجميل وتزييف الامور .
ويجب على كل مرشح أن يكون صادقا في نقل صورته وظروفه وإمكانياته الى ناخبيه ، وبهذه الطريقة سيوفر على نفسه الكثير الكثير من المشاكل فيما بعد ، وخاصة بعد أن يفوز في الانتخابات .
الكاتب والاعلامي / الحاج هادي العكيلي
https://telegram.me/buratha