المقالات

قصة "الآل" مع شانئيهم!

1949 2018-03-24

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

يعج التاريخ بكوارث ومصائب لا تحصى أو تعد؛ طوفانات وفيضانات إبتلعت آلاف الغرقى، ثورات براكين تحرق سيول حممها مدنا بأكملها، هيجان البحار والتسونامي وما يخلف من بشاعة ودمار، حروب خلفت ملايين القتلى؛ حفلت بقسوة إستثنائية، دلت على أن مرتكبيها خرجوا من وصف البشر؛ الى وصف الوحوش، شاهِدُها  ما فعل الأمريكان؛ في هيروشيما وناكازاكي..

التاريخ سجل ذلك، وشيئا فشيئا تحول كل الذي ذكرناه، الى"حوادث" نقرأ عنها، لكنها نادرا ما تعلق بإذهاننا، إلا ما جرى في عاشوراء 61 هجرية!

لقد كان جريمة من نمط خاص، أستحقت أن تخلد في سجل المجرمين، لتبقى شاهدا أبديا..ليس لنوع ضحاياها وعددهم فحسب، ولا لنوع مرتكبيها وهمجيتهم، ولكن لسبب خاص جدا، حول ما جرى إذاك؛ الى حدث إستثنائي في تاريخ البشرية!

السبب خاص، لأننا الأمة الأولى والأخيرة، التي قتلت أبن بنت نبيها، بدم بارد جدا، وحينما حان موعد الصلاة، وأذن المؤذن لها، أنهت الأمة صلاتها، بمقطع "اللهم صل على محمد وآل محمد" وكان القتيل هو "الآل" الذي قتلته الأمة، ثم صلت عليه!

"الآل" ورهطه من أهل بيته وأصحابه، قتلوا قبل 1379 سنة، وقاتلوهم تخطفَهُم الموت واحدا بعد آخر، في ظرف عقد من الزمن، لكن القتيل والقاتل مايزالون أحياء!

القتيل بقي حيا، وتحول الى أمة، تصبح وتمسي على ولاءه ومحبته، وباتت تداعيات ونتائج مقتله، منهجا للسلوك وطريقا للحياة؛ فكر وثقافة وبناء فكري شامخ، وقيم وأعراف وقوانين ومسالك، تنهل من دم القتيل عمرانها..

القاتل هو الآخر ما يزال حيا، فكر تردي وثقافة نكوص، وعودة الى الجاهلية الأولى، وإن أمتلك وارثيه أخر تكنولوجيا التواصل والإتصال، أو عاشوا في افخم القصور والمدن المسيرة بالأليكترون، لكنه هو هو، ذلك البدوي الأجلف، الذي لم تغادره عقلية الغزو والنهب، والسبي وحز الرقاب بالسيوف، حتى أن علم دولته وشعارها، سيف تعلوه"لا إله إلا ألله محمد رسول الله"!

"الآل" المقتول في 61 هجرية، لم يتوقف عن تلاوة القرآن، لغاية الساعة، وهو يقتل كل ساعة، والقاتل يقتله؛ وهو يصيح "الله أكبر..وهنا يكم سر بقاء قضية "الآل" وقاتليهم؛ حية متقدة.

جريمة القتل تعاد كل ساعة، وأبناء القتلة فخورين بما صنع آبائهم، وهم يعملون دوما، على هدم جسور الحب مع أتباع القتيل، وبناء مزيد من جدران الشنآن، والحقد والكراهية بينهم وبين أتباع القتيل..!

كلام قبل السلام: إن شأنئك هو الأبتر!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك