حكى لي أحد الزملاء أنه اثناء اشرافه على أحد المراكز ألامتحاني تأخرت أحدى التلميذات عن تأدية الامتحانات بسبب تأخرها عن موعد وصول السيارة التي تقل التلاميذ الى المركز ألامتحاني ، وقبيل بدء الامتحانات ذهبت أنا وأحد الموظفين التي يعرف دارها بسيارتي لجبلها الى أداء الامتحان ، وكان شوقي وفرحتي أن اصل اليها لأجلبها لكي تؤدي الامتحان ،وإثناء انا سائر بالسيارة نادني الموظف وقال لي ( استاذ ) هذه التلميذة ( ريم ) فقد شاهدتها هي وأخيها تمشي على قدميها مسرعة عسى ان تصل الى مركز ألامتحاني بعد ان تقطعت بها السبل من ان تحصل على سيارة لتنقلها الى المركز ألامتحاني .. فناديتها وقلت لها : انت ريم ..قالت نعم استاذ .. ففرحت حينما رأتنا .. ولكن الفرحة أكبر عندي لأنني استطعت أن اجلبها الى أداء امتحانها في اليوم المحدد .. انها الانسانية والأبوية بكل معانيها لا يمكن ان يزايد عليها أحد .. لأنك تربوي ..
وفي موقف أخر عندما يكون أحدنا سبب في حرمان تلميذ من أداء الامتحان في يومه المحدد لكونه متأخر عن موعد الامتحان وان التلاميذ لم يخرج أحدهم من المركز ألامتحاني .. فما بالك ان ترى التلميذ أو التلميذة تذرف دموعها لان أهلها صيام وأخذتهم النومه ولم يستيقظوا ابنهم لأداء الامتحان في موعده المحدد .. أين انسانية التربوي هنا ؟
عندما تحمل صفة التربوي تحمل معاني كل الانسانية معك وخاصة اتجاه ابنائك التلاميذ ،لأنهم أكبادنا التي تمشي على الارض .. ارحموا ما في الارض يرحمك ما في السماء .. قد يسأل البعض وما دور القانون في التطبيق ؟ نعم الحياة بدون قوانين تصبح غابة سواء كانت هذه القوانين الهية أو الوضعية يجب الالتزام بها .. ولكن اذا كان الموقف لا يؤثر على النظام فأن الانسانية تحل محله ويصبح التربوي الاب الروحي في ذلك الموقف بعيدا كل البعد عن الجهات الامنية التي لم تراعي الطفولة البريئة ..
أن التربوي يعمل بروح القانون وليس بالقانون نفسه .. فلا تفقد إنسانيتك اتجاه موقف يمكن أن تكون فيه أنت بطلا ويحسب لك .. ويزداد الدعاء لك من خلفك والثناء عليك .. بعيدا عن الدعاء عليك ..
اللهم أنا نسألك أن تزيد في انسانيتنا .. اللهم لا تحسبها علينا .. بل أحسبها لنا .. اللهم زد في التربويين الإنسانية .. لكي نرى ونسمع حديث الناس عنهم ..اللهم بارك في كل عمل يحمل الصفة الانسانية بعيدا عن كل المسميات الاخرى ..
الكاتب والإعلامي / الحاج هادي العكيلي
https://telegram.me/buratha