عبد الكريم الشموسي
إن المتابع للشأن السياسي العراقي هذه الأيام ،يرى بوضوح إن عملية تكرار التفاهمات والتخندقات التي لم تبتعد كثيراً بعد العمليات الإنتخابية التي سبقتها والتي تحتم على القوى السياسية الكبيرة منها بالذات على تشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر ما أمكنها الى ذلك سبيلاً.
لكن الأمر الملفت للنظر هو الاستعانة ببعض دول المحيط الإقليمي من قبل بعض القوى السياسية الفاعلة في الساحة العراقية؛فقد حزم البعض حقائبه ميمما وجهه نحو هذه العاصمة أو تلك مصحوباً بتصريحات تبدو غريبه نوعاً ما؛فمن باب أن هذه القوى قد أوصلت رساله واضحة وصريحة بعدم التدخل بالشأن العراقي تجدها تشرك هذاوذاك في هذا الشأن؛فهذا لعمرك تناقض واضح وضوح الشمس في رابعة النهار.
يبدو أن الأزمة السياسية هذه المره قد تضيق مدياتها كثيراً عن سابقاتها مع دفع هذه التحالفات من قبل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية نحو تشكيل أغلبية وطنيه تنهج عين النهج السابق لتحييد دور قوة إقليمية يحسب لها الف حساب في المنطقه،لتنفيذ الصفحة الثانية وهي صياغة المشروع الامريكي والقاضي بجعل العراق يقترب كثيراً جداً من المحيط العربي المتوائم مع العقلية الأمريكية البراغماتية وليصبح أداة من أدوات تنفيذ المشروع الأمريكي القديم الجديد الذي أطلق عليه مشروع الشرق الأوسط الكبير،وهذا المشروع الأمريكي الشرير يشمل جميع دول الشرق الأوسط وشعوبها، بعد الانتهاء من طي صفحة جبهة الممانعة أو قل تحييدها والمتمثلة بالجمهورية الإسلامية الإيرانية وسوريا وحزب الله اللبناني.
الكويت العاصمة ، هي المكان المناسب الذي تم إختياره بدقة وعناية أمريكية هذه المره ؛ لبعث اشارات ورسائل من هذا الطرف السياسي أو ذاك على أن التشكيل الجديد للحكومة القادمة هذه المره من الكويت ،وهو البوابه التي دخلت منها جحافل الإحتلال الامريكية وحلفاؤها، ستكون بوابة دخول جحافل الهيمنة السياسية وسلب إرادة الشعب العراقي بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى.
https://telegram.me/buratha
