سجاد العسكري
ان مفهوم التغير والاصلاح اصبح احدى سمات العصر الحالي, واخذ حيزا واسعا يتداول بهما من قبل الجميع في الخارج والداخل , حتى اصبح الحديث عنهما في شتى المجالات ونواحي الحياة المهمة ,والعامة للانسان, السياسية ,والاقتصادية ,والاجتماعية , ولكل بيئة اسلوب مناسب في عملية التغير والاصلاح, واذا كانت بصورة جدية من قبل الاطراف القائمين عليها(الكتلة الاكبر) فهي بحاجة الى الوقت والخبرات والامكانيات الازمة لتحقيق الاهداف المنشودة , ومن هذه الامكانيات ذات التاثير المستمر الاعتماد على مجموعة الافكار البشرية, والنظريات ,والاراء اذن الجانب النظري ,والتخطيط مهم ,بالاضافة الى امكانية تطبيق الجانب النظري بصيغة قوانين , وبرامج ,مبادرات , مشاريع على ارض الواقع , لتكون عملية التغير والاصلاح شاملة , ونصل الى مرحلة الثقة و نمو وعي يعزز في تقدم التغير والاصلاح بصورة ايجابية , في وطني كانت تعاني في كل مرة باجهاض الاسباب عند اصحاب الالباب؟
وحقيقة الامر بان العملية هي ليست بالسهولة, المتصورة ولكنها في نفس الوقت ليست مستحيلة , وهو ما يتطلب اشراك جدي وتفعيل طاقات الدولة والتي هي (حكومة + مجتمع) ودمج الاثنين وفق اطر عمل مشترك , واشراك المجتمع بمختلف افراده لتحمل مسؤوليات واعباء عملية التغير والاصلاح الايجابي بالون الابيض, اما اذا انيطت المسؤولية في عملية التغير والاصلاح لاحدهما , وعادة ما تكون السلطة الحاكمة (الحكومة) او المجتمع فعملية التغيروالاصلاح سلبي اسود.
عملية التغير والاصلاح في وطني كانت تعاني كما كان يعاني المجتمع من نقص , الام , خوف , حرمان ...؟ والاسباب قد نتكلم عنها حسب ميولنا منها الابيض , ومنها الاسود؟ ولكن على كل حال اليوم امام تشكيل كتلة الاكبر , ومن ثم برلمان واختيار حكومة , والجميع كان لديه البرامج والمشاريع ومنها ما يسمى بالتغير والاصلاح والقضاء على الفساد ... والقائمة تطول بالشعارات الرنانة , فاذا كان تشكيل الكتلة الاكبروفق: برامج مشتركة دقيقة تصب في المصلحة العامة ومع الاحتفاظ بهذا العنوان مستقبلا فمرحبا بها , وسوف نتامل بوجود التغير والاصلاح وان كان نسبيا , فقليل دائم خير من كثير منقطع , اما اذا كانت الكتلة الاكبر وفق المصحلة الشخصية والحزبية الفئوية ...فالمأساة نفسها , والمستقبل مجهول , وعلى الشباب ان يبحثوا عن بلد اخر ليهاجروا اليه لعل يوفر لهم طموحاتهم الخجولة, ونقول لهم لا بارك الله بكم؟! ارجعتمونا الى المربع الاول ؟
فمشروع التغير والاصلاح رغم صعوبته لكنه غير مستحيل , ولا ناخذه وفق المنحى السابق يبداء من القاعدة الجماهير وينتهي شيء فشيء عند السلطة الحاكمة , او يبداء من السلطة الحاكمة وينتهي عندها مجرد شعارات براقة , وابراز عضلات , وتخدير القاعدة الشعبية بالوعود والتسويف , فنجاح مشروع عملية التغير والاصلاح الجاد بتحمل المسؤولية للسلطة الحاكمة مع تفعيل دور القاعدة الشعبية واشراكها بصورة فعلية واشعاره بانه صانع قرار , وعلى السلطة الحاكمة (الكتلة الاكبر) ان تضع سقف زمني لتحقيق الاهداف خلال فترة الاربعة سنوات القادمة , حتى نستطيع ان نتخلص من الفوضى السياسية , والاقتصادية ,والاجتماعية,فانتم تحت الاختبار فلا تضيعوا ما حصلتم عليه , فالايام القادمة حبلى و سيظهر الابيض من الاسود؟
https://telegram.me/buratha