عبد الكريم آل شيخ حمود
بات من المؤكد بروز حلف صهيووهابي خليجي برعايه أمريكية غربية؛لمواجهة التفوق العسكري الإيراني في كافة المجالات العسكرية والتقنية؛وفرض سياسة الأمر الواقع لتحجيم النفوذ الإيراني - حسب الرؤية الأمريكية وحلفائها - في المنطقة العربية؛وما معركة الحديدة ومطارها ، التي حشدت فيها قوات ثلاثة عشر دولة للسيطرة على ميناء محافظة الحديدة الإستراتيجي على البحر الأحمر،الا مؤشر على صحة هذه الأطروحة ومعطياتها على الأرض.
تشكل محافظة الحديدة (الساحل الغربي) أهمية استراتيجية بالغة الخطورة؛كونها تشكل خانق ضيق في منطقة شمال مضيق باب المندب البحري على الطرف الجنوبي من البحر الأحمر ، والسيطرة عليه ومن ثم تأسيس قاعدة بحرية أمريكية إسرائيلية هناك، تحقق حلم إسرائيل في الوصول إلى سواحل بحر العرب، ومن ثم تقليل أهمية الخليج الفارسي،بل منع الأسطول البحري والتجاري الإيراني من المرور عبر مضيق باب المندب البحري الاستراتيجي،اذا ما قامت الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتنفيذ تهديدها في غلق الخليج أمام الملاحة البحرية،في حال نشوب حرب مع الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها العرب ودخول إسرائيل كحليف الى جانب ممالك الخليج الفارسي في أي صدام مسلح قد ينشب في منطقة الشرق الأوسط.
الرهانات المريضة على تحقيق هذا الحلم باتت في مهب الريح؛فقد اصطدمت القوات الغازية الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل وفرنسا والسعودية ومصر ومرتزقة دوليين آخرين، بعزيمة وإصرار شعب اليمن شبه أعزل،الا من الايمان الراسخ بعدالة قضيته وخيارة الوطني ورفض الإنصياع لأوامر بني سعود في الدوران في فلك المشروع الأمريكي الشرير في المنطقة.
وقد شكلت الخسائر في الأفراد والأسلحة والمعدات ،صدمة لقوات التحالف الصهيوعروبي في الأيام الأولى للحرب ؛اذ خسرت الإمارات العربية إحدى بوارجها البحرية على أيدي الأبطال الحوثيين والسيطرة على زوارق بحرية بكامل اطقمها ،وتقطيع أوصال القوات النازلة على سواحل المنطقة الغربية من محافظة الحديدة الساحلية،ونصب مصائد محكمة لقوات التحالف على الأرض ،لايقاع أكبر الخسائر البشرية والمعدات العسكرية فيه.
وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ ۚ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ.
الأنفال ١٠
https://telegram.me/buratha
