المقالات

ساعة واحدة فقط من الصدق والحقيقة..!

4004 2018-06-20

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

في سنوات ما بعد الإنتفاضة الشعبانبة المباركة، أي في أواسط التسعينات من القرن الماضي، سلك نظام صدام؛ مسلكا ليس معهودا منه في الإعلام، فخلافا لما أعتاده من تضييق شديد الوطأة، وإمساكه الإعلام بمركزية شديدة، وربطه بمكتب الثقافة والإعلام لحزب البعث، وتشويشه على مصادر الإعلام الخارجية، الذي لم تسلم منه، حتى إذاعة صوت أمريكا والبي بي سي، والإذاعات الإيرانية طبعا.

 إلا أنه كان يقطع التشويش؛ على إذاعة أهواز باللغة العربية، في تمام الساعة الواحدة ظهر كل يوم، ويسمح للعراقيين بسماع المحاضرة الدينية، التي كان يلقيها عميد المنبر الحسيني، الشيخ الدكتور أحمد الوائلي (رض)..

الحقيقة؛ أن الشوارع كانت تبدو شبه خالية في هذا الوقت، وكان أغلب المواطنين، يتابعون محاضرات الشيخ الوائلي بشغف، وبعضهم كان يحمل معه راديو ترانسستور، كي لا تفوته المحاضرة، وحتى في دوائر الدولة ومؤسساتها، كان الموظفون لا يجدون حرجا، في سماع المحاضرة علنا، حتى أنه في أحد المرات، كنت في مراجعة لدائرة الأحوال المدنية، وكانت المعاملة على وشك الإنجاز، إلا أن الضابط جعلني أنتظر ساعة كاملة، ريثما أنهى إستمعاه الى المحاضرة!

في وقتها إحتار المتابعون بتفسير هذا المسلك؛ بعضهم أعتقد أنه مصيدة نصبتها أجهزة ابلنظام القمعية، لإصطياد المعارضين، بإعتبار أن الشيخ الوائلي أحد معارضي البارزين، وأن الإستماع له جريمة، وفعلا وقع في فخاخ أجهزة أمن النظام، أعداد من الشباب المؤمن، بجريرة الإستماع الى المحاضرة!

بعض الآراء ذهبت الى أن النظام، كان يريد أن يقول أنه لا يخاف الوائلي وأمثاله، وها هو يسمح بالإستماع لمحاضراته، لأنها لا تعني شيئا، إزاء جبروت النظام وقوته.

آخرين من السفهاء قالوا؛ أن رأس النظام نفسه، أي "صدام حسين"، كان يحب الشيخ الوائلي، وأنه يستمع له بإهتمام بالغ، وهذا ما دفعه الى أن يرفع التشويش الإذاعي، عن بث محاضرة الشيخ اليومية.

غير هؤلاء وأولئك، ثمة من قال، أن وراء ذلك خبراء بالحرب النفسية، وأن ما كان يفعله النظام، لم يكن إلا محاولة لإمتصاص السخط الشعبي، وترك الشعب يعيش بوهم الحرية، لمدة ساعة واحدة على الأقل، وأن هذه الساعة كانت بالحقيقة، حقنة مورفين إعلامية، يخدر بها النظام الشعب العراقي، بما يجعله ينسى الآلام التي يكابدها، من جوع وحصار إقتصادي، وشحة بالموارد، وقمع سلطوي، وكل الآثام التي أقترفها الطاغية بحقه.

الحقيقة أن كل التفسيرات كانت صحيحة، بضمنها تفسير السفهاء! لكن مع كل ذلك، فإن النظام كان خاسرا كبيرا في لعبته هذه، فلقد كان لمحاضرات الشيخ الوائلي، أثرا كبيرا في صناعة رأي عام، مناهض لصدام وزمرته.

كلام قبل السلام: الفوضى الإعلامية التي تضرب أطنابها فينا الآن، بحاجة الى ساعة واحدة فقط يوميا، تشد الشعب الى  الصدق والحقيقة، وليس بالضرورة أن تكون هذه الساعة، للشيخ الوائلي (طيب تعالى ثراه)..!

سلام....

 

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
بغداد
2018-06-20
احسنتم كثيرا في الصميم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك