عبدالامير الربيعي
عنـدمــا تـكثــر الجبــايـة، تشرف الدولة على النهـايــة ،وعندما تنهار الدول يكثر المنجمون والمتسولون والمنافقون والمدّعون، والكتبة والقوّالون، والمغنون النشاز والشعراء النظامين، والمتصعلكون وضاربو المندل، وقارعو الطبول والمتفيهقون ( أدعياء المعرفة )،وقارئو الكفّ والطالع والنازل، والمتسيّسون والمدّاحون والهجّاؤون وعابرو السبيل والانتهازيون.
تتكشف الأقنعة ويختلط ما لا يختلط، يضيع التقدير ويسوء التدبير،وتختلط المعاني والكلام،ويختلط الصدق بالكذب والجهاد بالقتل، عندما تنهار الدول يسود الرعب ويلوذ الناس بالطوائف،وتظهر العجائب وتعم الإشاعة، ويتحول الصديق الى عدو والعدو الى صديق.
يضيع صوت الحكماء في ضجيج الخطباء،والمزايدات على الانتماء،ومفهوم القومية والوطنية والعقيدة وأصول الدين،ويتقاذف أهل البيت الواحد التهم بالعمالة والخيانة، وتسري الشائعات عن هروب كبير، وتحاك الدسائس والمؤامرات،وتكثر النصائح من القاصي والداني، وتطرح المبادرات من القريب والبعيد.
عندما أقول نتاج ١٤٠٠ سنة، فأقصدها بمعناها وتاريخها وسقيفتها، والحر تكفيه الإشارة، رغم البعض مازال مستعبد، مستعبدهم التحالف السعودي الصهيوامريكي، ويريدون بقاء داعش حية وسكين خاصرة في الجسد العراقي،والهجمة الأمريكية الغادرة، ضد الحشد الشعبي، في الحدود العراقية السورية، في منطقة البوكمال والتي راح ضحيتها أكثر من 20 شهيد، هذا الاستهداف، هو مصداق لما اشرنا اليه، والتوقيت واضح جداً، بعد ان تم التحالف بين القوة، الحشدية المقاومة، الذي حاول التحالف السعودي الصهيوامريكي، زرع الفرقة بينهم، على مر الأعوام الخمسة عشر الماضية .
أشير بالتحديد إلى التحالف بين قائمتي الفتح وسائرون، حيث هذا التحالف نزع فتيلة الفتن، الذي كادت ان تحصل بين أبناء البيت الواحد،كما أرادها التحالف السعودي الصهيوامريكي، حيث قيادتي الفتح وسائرون، سرعان ما وضعوا النقاط على الحروف باتفاقهما، تاركين خلفهم كل المتنازعين على الكراسي، ويجب ان يكتمل هذا التحالف بأغلبية وطنية، وليس أغلبية سياسية كما دعا لها البعض الأخر من القوة السياسية، أغلبية وطنية أي ينظم الى هذا التحالف ممثلي المكون الكردي والعرب السنة والتركمان، ليكونوا تحالف عريق بأغلبية وطنية، و يدخلوا تحت قبة البرلمان حيث تمكنهم أغلبيتهم الوطنية، من نيل ثقة البرلمان، وفق برنامج وطني يلبي حاجات المواطن، هذا الوضع ممكن بالمقابل تشكيل معارضة قوية، تحت قبة البرلمان، ونصل إلى حياة سياسية حقيقية، بوجود معارضة سلمية برلمانية قوية،وحكومة قوية ، والابتعاد عن وجود كل القوة السياسية في السلطة، فأن كان الجميع بالسلطة فستكون حكومة ضعيفة، أما بوجود معارضة برلمانية قوبة قادرة على محاسبة الحكومة وتقويم أداءها فستكون الحكومة قوية، قادرة على أداء واجباتها.
رحمك الله با ابن خلدون فقد تنبأت بالواقع الحاضر قبل ١٧٠٠ عام فتعتمد في كتابتي هذه اقتباس ما تنبأت به وجعلته مقدمة لمقالي.
https://telegram.me/buratha