المقالات

انا و جدي..!

3304 2018-06-22

علي العدنان الشمري 
كنت في سن الثامنة استمع الى؛ حكايات جدي الجميلة المشوقة ففي؛ احد الايام قال لي جدي: ستكبر يا ولدي و ستصبح ذا شأن في البلاد؛ فقلت له: وما سأصبح يا جدي قال لي: ستعين الضعيف على القوي؛ ستنصر المظلوم على الظالم؛ سترد الحق الى صاحبه.
قلت له: يا جدي من أنا لكي افعل ذلك؛ قال أنت الطاقة و المستقبل؛ أنت الحياة و الوجود، و استرسل جدي بكلامه. 
ستحقق أحلام الفقراء؛ ستبني البلاد و تنصر العباد؛ ستكون يا ولدي مدافع في زمن يسود؛ فيه الظلم و الطغيان و الفساد؛ و الحق باطل و الباطل حق، ستكون يا ولدي وحيداً في قول؛ الحق بوجه الظالم، و صمت جدي وعم الهدوء في المكان؛ لا صوت فيه سوى نهدة جدي وتساقط دموعه. 
قلت له: لما تبكي يا جدي؟ أكمل حكايتك فقال لي: سيعم الخراب و الدمار ستهدم كل الاثار؛ سيدخل هولاكو من جديد؛ سينتفض شباب بوجهه يدافعون عن أرضنا؛ و يحمون عرضنا يضحون بالغالي و النفيس؛ لا يهابون الموت و يتحدون العالم بأسره؛ من أجل الخلاص من هولاكو العصر، قاطعت جدي قائلاً متى سيدخل هولاكو؟ أزداد حزن جدي وبدت تعابير وجهه بالبؤس؛ و الإحباط و الانكسار و هو يقول: يا ولدي سيدخل هولاكو في زمنً؛ يحكم فيه أَناس مدعين الدين؛ ينتقمون من البلاد يقدمون مصالحهم؛ الشخصية و الحزبية على مصلحة الوطن. 
فقلت له: ولماذا يفعلون ذلك أخبرني و هو مطأطئ رأسه؛ يستغلون الدين للسرقة والقتل و هو براء منهم؛ يبنون أمجادهم الشخصية والحزبية؛ و لا يبنون الوطن, و أسترسل جدي قائلاً: سيبيعون الارض و يحلون العرض بأبخس الأثمان؛ سيبيعون الكلام الذي لا يجيدون غيره؛ أكمل كلامه بحسرة و هو يعتصر القلب؛ سيخون قادة الجيش أرضهم و يولون؛ هاربين, خائفين؛ على أموالهم التي سرقوها و على أرواحهم. 
سيذبح الشباب بألاف و الاف بيوم واحد؛ سيغدر يا ولدي من يدعون الغيرة و الشهامة؛ هنا بكى جدي بحرقة و أهات و بكيت؛ لم أستوعب كلامه لكن دموعه أبكتني، و رحل جدي الى مثواه و كلامه في رأسي. 
نعم يا جدي قلت لي س و س و س ؛ كما توقعت يا جدي أصبحت ذا شأن بقلمي؛ أدافع و أقول الحق و أعين الفقراء و المظلومين، نعم يا جدي ففي قلمي يخاف الفاسد, الظالم و السارق. 
هل تعلم يا جدي أن الفاسدين حطموا احلامنا؛ وقتلوا شبابنا، نعم يا جدي أن كل الذي؛ قصصته عليه منذ الصغر حصل و هب الشباب للدفاع عن الوطن؛ و أخرج هولاكو و من خان البلاد؛ أوعدك يا جدي بأن الشباب سينتفض؛ و يقول كلمته و يثبت وجوده في البلاد؛ ضد الفاسدين و السارقين و الخونة, رحمك الله يا جدي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك