ناصر الهاشمي
كنا في سيارة تحمل عددا من الركاب، متجهين الى المدينة المنورة، واتذكر تلك الايام التي كنت اعمل في الاردن ومن هناك رزقنا العمرة.
قبل ان نصل المدينة المنورة، تحدثت مع بعض الاخوة الركاب حول بعض المستحبات عند زيارة النبي صلى الله عليه واله، من الغسل ومن بعض الاذكار.
وفجاة لاحت لنا الاضوية والقبة الخضراء من بّعد، بدات تتعالى الاصوات بالصلوات، فكنت اتمنى ان اخرج من شباك السيارة حتى اصل الى النبي صلى الله عليه واله، لاشم عطر الرحمة والابوة (وما ارسلناك الا رحمة للعالمين).
بعد زيارة الحبيب صلى الله عليه وعلى اله، ارى نفسي تبحث عن موضع اخر، لأصل اليه من باب الوفاء لذلك البيت، الذي شع بالأنوار المحمدية، وايضا تلبية لامر لله تعالى (قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى )، فسالنا على المكان فاشاروا لنا انه على بعد على مائة متر على -ما اذكر- عن الموضع الذي نحن فيه.
وصلنا الى جدار عالي!، وبوابة لاتفتح الا بوقت ويمنع دخول النساء!، -لوجود فتوى بتحريم زيارة القبور على النسوة!-دخلنا البقيع الغرقد بأشتياق كبير كأشتياقي لرسول الله صلى الله عليه واله، مستحضرا بداخلي ما نزل في حق هذا البيت الكريم من ايات واحاديث نبوية شريفة متواترة عند كل المسلمين.
انا مع المسلمين امام قبر الامام الحسن والامام السجاد والامام الباقر والامام الصادق عليهم السلام،
وحصلت على خارطة البقيع وزعت من احد المؤمنين حتى نعرف موضع صاحب القبور.
لأن القبور عليها فقط احجار ومحاطة بشرطة وجماعة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر!، تنهي عن زيارة اهل بيت النبوة عليهم السلام.
ونحن نؤدي مراسيم الزيارة كانت صرخات في داخلي،
وأسال يا مسلمين، اهكذا نكرم هذا البيت الكريم؟،
اهكذا نكرم علماء الامة؟، اهكذا نرد الجميل لرسول الله؟، برأيكم الامة التي لا تحترم علماؤها فما مصيرها؟.
https://telegram.me/buratha