سجاد العسكري
الجميع يعرف ان الشباب هي القوة المؤثرة , والمغيرة , وما يميزها من :قوة , وحيوية , وابداع ,وانجازات..., لكن هنالك مشاكل تواجه هذه الشريحة المهمة التي يعول عليها لصنع مستقبل وطنهم , وخصوصا في ظل الظروف التي تعرض لها الشباب سواء كانت قبل ,او بعد عام 2003 , من سياسات متعمدة , او خاطئة ؛ كسوء الادارة , والتخطيط , والارهاب , والتخويف ,وغزو ثقافي ..., ومشكلة الشباب على اختلاف صورها فهي مصدر قلق مستمر , وبحاجة الى وقفة جادة لتجنب, او تقليل تعطيل هذه الطاقات , ومن خلال استبيان , والقاء بشرائح مختلفة من الشباب منهم الطالب , والكاسب , بعد توجيه عدة اسئلة فتبين هنالك مشاكل عديدة تتعب كاحل الشباب؟ ومن خلال الواقع المرسوم! في بلدنا , يمكن تقسيم المشاكل الى داخلية وخارجية :والمشاكل الداخلية منها :خاص , وعام .
فمشاكل الشباب الداخلية :خاصة ,وعامة ؛ فالخاصة : المقصود مشاكل نفسية لدى الشباب , ونسبتها تختلف بين الافراد , لانها مرحلة تحقيق الذات ,والبناء ,ونمو الشخصية, فالمعاناة , والاحباط , والصراع ,والضغوط الاجتماعية , والقلق من المستقبل الغامض , كلها ازمات نفسية خاصة , وهي بحاجة لمعرفة مسبباتها ؛لوضع الحلول لعلاجها.
المشاكل الداخلية العامة : وهي في الغالب مشاكل ( اجتماعية , اقتصادية , سياسية ) معقدة , وخطرة , واذا ما اهملت تتفاقم , و تحول الشباب من قوة فاعلة الى قوة غائبة في المجتمع , فالبطالة , والتخلف , والتهميش , والهجرة , والحرية المباحة ..., مشاكل مرعبة تزعزع اركان الاستقرار سواء على المستوى الاجتماعي , او الاقتصادي , او السياسي , وهو نذير شؤم ! واهم هذه المشاكل:
- مشكلة اهمال الشباب وتهميشهم منها:عدم وجود برامج ,وسياسات جادة , مع قلة الموارد المالية المخصصة لتنمية شريحة الشباب, البطالة بسبب الفساد المالي والاداري يولد لدى الشباب الاحساس بالفراغ , وعدم صلاحيته في المجتمع , العزوف عن الدراسة يكرس تخلف ثقافي بالتالي ينعكس سلبا ؛كالجريمة, والادمان , وسلوك منحرف...
- مشكلة الاعلام بمختلف وسائله , والتي تعتبر من الوسائل المهمة في صناعة الرأي العام , ولها اهداف معينة , وليس عبثي ,او فوضوي ,واغلب البرامج الاعلامية موجهة الى (الاطفال ,المراهقين, الشباب),لتغير افكارهم ,وقيمهم , وعاداتهم ...
- مشكلة الانتماء,والهوية الوطنية , لعلها من اخطر المشاكل التي تفرض على الشباب التفكير بالهجرة, والتخلي عن دوره فاصبح مسلوب الهوية , وضعيف الشخصية ...
- مشكلة الثقافة العسكرية , وقد سادت بفعل سياسات متعمدة انتهجها النظام البائد , واستمرت بسبب الظرف الامني , والهجمات الارهابية ,وهي من المشاكل الاكثر خطورة في عسكرة المجتمع, وعنف مجتمعي ,وعدم احترام القانون , ومن الاساليب التي تكرس هذه الثقافة السينما الهوليودية , وافلام الاكشن , وافلام الكارتون...
واستطيع ان اقول : هناك مشاكل اخرى , ولكن هذه ابرز المشاكل التي عجز المجتمع , والسلطة الحاكمة عن استثمارها بشكل امثل لتنمية القدرات البشرية , بالاضافة للموارد المادية , والتي تصب في بناء مستقبل الشباب والوطن, ولكن للاسف ما حصل العكس ؛ بل ادى الى تفاقم المشاكل بسبب سياسات حمقاء غير محسوبة؟
بعد ان بينا اهم المشاكل الداخلية التي يعاني منها الشباب , ننتقل الى المشاكل الخارجية والتي قد تتحكم في الكثير من المشاكل الداخلية, ولكن بصورة يمكن الالتفات اليها ( مباشرة ),او لايمكن الالتفات اليها(غير مباشرة) , وهي في كلا الحالتين خطيرة , ولكن بمستواها الغير مباشر قد تكون اخطر؛ لاعتمادها على سياسات طويلة الامد في تحقيق اهدافها , وهذه المشاكل خلفها منظمات دولية تعمل للقضاء على العقل العراقي , وتستهدف الشباب , وفي اغلب الاحيان تكون لهاعدة صور براقة :منظمات مجتمع مدني, او قنوات فضائية , او وسائل الاتصال؛ كالانترنت... , مرتبطة بمشاريع معقدة , وخطرة , يجعل من الشباب ان يفكر بطريقة , واسلوب مسمى (التطور , والحداثة , والحرية)حتى ينغمس شيئا فشيء وراء اهداف , وواقع بعيد كل البعد عن اهدافه وواقعه ,وما الانحلال الاخلاقي , والعنف , تشويه القدوة ,وظواهر مستوردة, ...ما هي الا سياسات ممنهجة لاستهداف شريحة الشباب , لتخلق لديه قناعة تخدم مشاريع السيطرة , والتسلط ,ويدفعه الى هذه القناعة تشدق السياسيون بالاصلاح , فيكون في مخطط الاخرين . تناولنا ابرز المشاكل التي تؤثر في شريحة الشباب , وتغير من طريقة تفكيره , وانسلاخه من مؤروثه ,وخصوصا الديني ,واستبدالها بنموذج اخر؟! فان لم يكن لديك مخطط فانت في مخطط الاخرين . (تابعونا في الحلقة الثالثة الحلول)
https://telegram.me/buratha